سلطت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية الضوء على أزمة اللاجئين، وهل ما إذا كانت حقًّا ستؤدي لتفكيك الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى حادثة غرق قارب اللاجئين أمس الذي أودى بحياة 43 شخصًا، وهو الأمر الذي أعاد التركيز على الأزمة مرة أخرى.
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من أنه إذا لم تتم إدارة تدفق اللاجئين بشكل أفضل، فإن ذلك قد يتسبب في تفكك الاتحاد الأوروبي.
وطرحت الصحيفة عدة أسئلة هي:
– ما مدى خطورة أزمة اللاجئين؟قالت الصحيفة إن أكثر من مليون لاجئ وصل إلى أوروبا العام الماضي، معظمهم عن طريق تركيا، وبالرغم من أن الشتاء سيعمل على خفض وتيرة السفر، إلا أن 35 ألف شخص وصل لأوروبا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يناير، مقارنة بـ1600 شخص خلال الشهر بأكمله العام الماضي.- كيف استجاب الاتحاد الأوروبي للقضية؟
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه كان هناك عدة مبادرات منذ الربيع الماضي، حيث ناقش قادة الاتحاد الأوروبي القضية خلال ستة قمم منفصلة، ولكن معظم التدابير لم تكن كافية أو بطيئة أو كليهما، حيث اشتملت على جهود نقل وإعادة توطين للاجئين، بالإضافة لسياسة جديدة لمراقبة الحدود، فضلًا عن اتفاق مع تركيا لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
– ما الخطأ الذي حدث مع إعادة التوطين؟
أثارت خطة إعادة توطين أكثر من 160 ألفًا في جميع أنحاء أوروبا جدلًا واسعًا، حيث أشارت بعض الدول الشرقية مثل المجر إلى أن اللاجئين يرغبون في الذهاب إلى برلين وليس بودابوست، وكانت النتائج مثيرة للشفقة: فقط 331 شخصًا أعيد توطينهم منذ سبتمبر، لم تكن خطط لتوطين اللاجئين القادمين من خارج أوروبا أفضل من ذلك بكثير، فقط 779 من 5331 في 2015 أعيد توطينهم على نحو فعال.
– ما التدابير المتخذة لمراقبة حدود الاتحاد الأوروبي؟
في الشهر الماضي، أيد زعماء الاتحاد الأوروبي خططًا لحرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية، توجد أساسًا في اليونان وإيطاليا حيث يهرب معظم اللاجئين، وسيكون دورها هو ضمان فحص طالبي اللجوء وتسجيلهم، قبل أن يتم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يمكنهم البقاء، وفي ذلك قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا: “نحن بحاجة لتشديد القبضة الأمنية على هذه المسألة خلال الأسابيع الثمانية القادمة“.
– هل يمكن لتركيا المساعدة؟
وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقًا بمبلغ 3 مليارات يورو مع تركيا بهدف وقف تدفق اللاجئين، حيث تستضيف أنقرة حاليًا 2.2 مليون لاجئ من العراق وسوريا وبعض البلدان المشتعلة الأخرى، ولكن وزراء مالية الاتحاد الأوروبي لم يتوافقوا حتى الآن على من الذي سيدفع الأموال، فالمسؤولون بالاتحاد يشتكون من أن تركيا لا تلعب دورها فيما تقول تركيا أن الـ3 مليار يورو ليست كافية.
– هل تؤذي الهجرة أوروبا؟
اقتصاديًّا فهي “هدية” حيث قال تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء الماضي، إن دول الاتحاد الأوروبي التي تستقبل معظم اللاجئين ستحصل على أموال إضافية.
كما أن المهاجرين قد شغلوا أيضًا النقص في الديموغرافية من تقلص سكان أوروبا، حيث إن قوة العمل النشطة في الاتحاد الأوروبي ستنخفض من 240 مليونًا إلى 207 ملايين بحلول عام 2050، حتى لو كانت تدار عملية الهجرة على نفس المستوى على المستوى الحالي، ومن ثم إذا توقفت تمامًا فإن القوى العاملة ستتقلص إلى 169 مليونًا.
– لماذا فتحت ألمانيا أبوابها ومن ثم أغلقتها؟
حازت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على امتداح عالمي لدعوتها للاجئين السوريين للمجىء لدولتها، ولكن الصراعات السياسية الداخلية أجبرتها على تغيير خططها وغلق الحدود الألمانية، كما أن تغير المزاج العام تجاه اللاجئين تغير بعد حادثة تحرش رأس السنة في مدينة كولونيا والتي اتهم بها لاجئون مسلمون.
– هل ستعيد الأزمة الحدود الأوروبية؟
ويجري اختبار اتفاقية شنجن بين جميع دول الاتحاد الأوروبي بشدة، حيث أعادت ست دول غير أعضاء وهم ألمانيا، النمسا، فرنسا، السويد والدنمارك والنرويج الفحص المؤقت الحدود المؤقتة.
وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أن إلغاء اتفاقية شنجن سيكلف الاتحاد 2.3 سنويًّا نتيجة فقدان العمل، كما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ما لم يحرز الاتحاد الأوروبي تقدمًا خلال الشهرين الماضيين ستفشل اتفاقية شنجن.
مركز الشرق العربي