تناولت الإندبندنت البريطانية في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، تحدثت فيه عن شخصية وزير الدفاع السعودي واصفةً إياه بالرجل الأخطر في العالم، وجاء فيه: أخذ محمد بن سلمان بحضور الإجتماعات التي ترأسها والده منذ أن كان عمره 12 عاماً، والده الذي أصبح فيما بعد أمير مقاطعة الرياض. محمد بن سلمان وبعد مرور 17 عاماً أصبح أصغر وزير دفاع في العالم، وهو في عامه التاسع والعشرين.
وفي عهد هذا الوزير الشاب انقادت المملكة العربية السعودية إلى حربٍ شرسة في اليمن لا تبدو أنها قريبة النهاية، بالإضافة إلى التنافس المستمر مع العدو الإيراني، وبالإمكان القول أن محمد بن سلمان في عجلةٍ من أمره لأن يكون أقوى رجل في منطقة الشرق الأوسط.
وكان الأمير محمد لا يزال في سن مبكرة عندما بدأ العمل في مجالات الأسهم والعقارات، وعندما واجه مشكلتين أو ثلاثة ساعده والده على تجاوزها، أما بالنسبة لمتابعة الدراسة في الخارج، فقد كان على عكس أخوته الآخرين، فاختار الأمير جامعة الملك سعود في الرياض لإكمال دراسته الجامعية، والحصول على شهادة في دراسة القانون، ولم يكن لديه أي اهتمام بالحفلات الصاخبة، ولم يكن من المدخنين.
تتابع الإندبندنت حديثها عن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، قائلةً :في عام 2011، أصبح والده نائب ولي العهد، والمرشح الأوفر حظاً لتولي حقيبة الدفاع، بما تحمله من عقود الأسلحة الضخمة والميزانية المفتوحة، بعد أن تم تعيين والده ولياً للعهد في عام 2012، اكتسب الأمير محمد يدٌ متنفذة، وخصوصاً بعد تعيينه كمستشار خاص لوزارة الدفاع.
وعملاً بالمقولة السائدة بين النخبة الحاكمة في السعودية، والتي تقول: “إذا أردت أن تتعرف على الأب، عليك بالتعرف على الابن أولاً”، كان الأمير محمد المرافق الأول لوالده خلال تنقلاته في التسلسل الهرمي للبيت السعودي.
ويوجه العديد من المنتقدين الاتهام للأمير السعودي بجمع ثروة ضخمة، ثروة من السلطة وليست من المال، وعندما صعد الملك سلمان إلى قمة السلطة في السعودية في شهر كانون الثاني من عام 2015، كان عمره 79 سنة، ويعاني من مرضٍ عصبي يفقده التركيز أحياناً، وهذا ما دفعه للاعتماد وبشكل كبير على ابنه الأمير محمد.
وزادت قوة الأمير محمد وبشكل كبير في الأشهر القليلة الأولى من حكم الملك سلمان، عندما تم تعيينه وزيراً للدفاع، وقام بعدد من التعديلات الإدارية لمختلف الهيئات والدوائر الحكومية في المملكة وعُين نائباً لولي العهد، ولكي يضمن السيطرة على منافسه محمد بن نايف، ولي العهد ووزير الداخلية، قام بالحاق الديوان الملكي مباشرة بالملك.
وقد ترك الأمير محمد بصمته على الوزارت التي طلب منها تقديم ملفات تعريفية وتقييم لمؤشرات الأداء الرئيسية على أساس شهري، وقد اتسم أداء بالسرعة والبيروقراطية في آنٍ واحد، وعمل على بناء نظام اقتصادي متين، بعيداً عن المحسوبية والفساد، من خلال قيامه بزيارات صباحية مفاجئة للوزارات، الأمر الذي أكسبه شهرة واسعة بين الشباب السعودي لعمله المجد، وامتلاكه خطة لإصلاح اقتصاد بلاده، وانفتاحه على مجتمع الشباب، وقوله :”أنه متفهم لحماسة رجال الأعمال الشباب”.
وتشير الإحصائيات أن أكثر من 70 % من الشعب السعودي هم تحت 30،وسط نسبة بطالة متفاقمة، والتي وصلت حسب بعض التقديرات إلى ما بين 20 و25 %.
وواكب الحماس لإجراء الإصلاحات الاقتصادية، حماس عسكري أدخل المملكة بحربٍ في اليمن المجاور في شهر آذار الماضي، حيث تقود السعودية حملة جوية للقضاء على المقاتلين الحوثين الموالين لإيران في اليمن، كأن الأمير قد غفل عن حقيقة أن وجود الحوثيين في اليمن سيبعد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية عن الحدود الجنوبية للسعودية، لكنه من جهة ثانية يبدو أنه يريد القضاء على عدوٍ قديم كان قد أحرج السعودية، وجرها إلى حرب حدودية ولبضع سنوات مضت، ففي عام 2009 كان الحوثيون قد استولوا على ميناء جازان السعودي المطل على البحر الأحمر، ولم يخرجوا منه إلا بعد الحصول على كمية كبيرة من الأموال قدرت بنحو 70 مليون دولار.
تضيف الإندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع وصف أحد الباحثين الاقتصاديين في معهد كابيتال إيكونوميكس، “جايسون توفي” حيث وصف الأمير “بالمحارب العنيد”، ويعد “توفي” واحد من عشرات المحللين المعجبين بشخصية الأمير محمد، وطريقة معالجته للمشاكل الإقتصادية الطارئة على اقتصاد بلاده، حيث أضاف قائلاً “: وعلى الصعيد الاقتصادي قام الأمير محمد بعمل جيد للغاية، وأوجد تحول جيد في سياسة بلاده، ولابد من الثناء على ذلك.”
ومن جهة أخرى، يمكن القول أن حماس الأمير يمكن أن يصطدم بالصراع المتزايد مع إيران للهيمنة الإقليمية، وذلك عندما قاد الوزير السعودي مشاورات لتشكيل تحالف إسلامي يضم 34 دولة مسلمة لمكافحة الإرهاب، وذلك في منتصف شهر كانون الأول، ومن الواضح أن إيران هي دائماً موجودة في تحركات الأمير، إيران التي تدعم وبقوة الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد، سواء بشكل مباشر أو من خلال حزب الله، السعودية التي تحصر تركيزها على هزيمة الأسد قبل البدء بمحادثات السلام السورية أواخر الشهر الحالي.
وشهدت العلاقات السعودية الإيرانية توتر، وخصوصاً بعد حادثة إعدام السعودية للرجل الدين الشيعي “نمر النمر”، واتخذت العلاقات منحىً تصاعدياً، فالإيرانيون سمحوا للمتظاهرين باقتحام السفارة السعودية في طهران، من جهتها ردت السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي بسحب سفرائها، وقد تسبب استهداف السفارة الإيرانية في صنعاء بمزيد من التوتر بين الدولتين.
تختم الإندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع وجود رسائل منددة بغطرسة الأمير الشاب، وتدعو للإطاحة به ووالده ووزير الداخلية محمد بن نايف، ووزعت هذه الرسائل على نطاق واسع في الصيف الماضي، ولكنها لم تحقق أهدافها المنشودة، وتابع الأمير ركوب موجة واسعة من الدعم الشعبي لإكمال المشوار،والتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، منصّباً نفسه كقائد للطائفة السنية المسلمة، والذي لايستبعد القيام بأعمال عسكرية ضد إيران الشيعية،وتعد هذه الفكرة مخيفة جداً في منطقة مزقتها الحرب الطائفية.
محمد عنان – المركز الصحفي السوري
للقراءة من المصدر