تحدثت وسائل إعلام روسية عن خطة لدى الكرملين لتولي أسماء الأسد، مقـ.ـاليد الحكم في البلاد، في ظل الرفض الدولي لبقـ.ـاء زوجها بشار في كرسي الرئاسة، بعد أن تلطـ.ـخت يديه بدمـ.ـاء ملايين السوـ.ـريين.
ويقول مراقبون روس إن الخطة الروسية تهدف إلى نقل السلطة إلى “أيد نظيفة وشخصية مقبولة محليا ودوليا”، واشار الاعلام الروسي إلى تحركات اجتماعية وسياسية اقتصادية، باشرت زوجة رأس النظام تكثيفها، استعدادا لتعزيز قاعدتها الشعبية ورفع موثوقيتها لدى الأطراف الدولية المؤثرة.
ونشر موقع “نيوز رو” الروسي مقالا تحت عنوان “روسيا متلبسة بشبهة تغيير الرئيس السوري”، تحدثت فيه عن مساع روسية لنزع مقاليد السلطة من يدي بشار الأسد، بعد ان أصرت الأطراف الدولية على رفضه مُسيّرا لمجريات الأمور في البلد الذي تنهشه الحرب منذ ثماني سنوات ونصف السنة.
وأشار المقال الروسي إلى أن أسماء الأسد تبدو أكثر الشخصيات “أهلا ومقبولية” لتولي رئاسة البلاد، وبخاصة بعد تفعيل دورها وزيادة تأثيرها في الأشهر الأخيرة، ونجاحها في تحييد منافسيها، من ضمنهم رامي مخلوف ابن خال زوجها، الذي تم حـ.ـجز أمواله وأموال زوجته وعدد آخر من شركائه وزوجاتهم، وذلك بمبرر “مكافحة الفساد”.
وكانت الجمارك السورية أصدرت قبل أيام، قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة التي يمتلكها رامي مخلوف، وكل من باهر السعدي، ومحمد خير العمريط، وعلي محمد حمزة، إضافة إلى زوجاتهم، وعلى شركة آبار “بتروليوم سيرفيسز”، بحجة أن هذه الخطوة تأتي “ضمانا لحقوق الخزينة العامة من الرسوم والغرامات الواجبة بقضية تتعلق بمخالفة أنظمة الاستيراد وغرامات أخرى”.
ويرى مراقبون روس أن هذه الخطوة تقف وراءها موسكو، التي “فاجأت النظام بطلب تسديد مبلغ مستحق لها، قدره ملياري دولار، وهي تعلم أن الأسد سيلجأ لابن خاله لسداد الدين، وأن الأخير سيرفض.
وهذا سيسهل مهمة أسماء الأسد في تحييد خصمها ومنافسها مخلوف”، الذي يمتلك امبراطورية اقتصادية ويمتلك أكبر مزود للهاتف النقال في البلاد “سيريتل”، ويسيطر على “السوق الحرة”، ولطالما كان مؤثرا في سياسات البلاد بصفته الذراع الاقتصادية لعائلة الأسد.
وبرأي المراقبين، “استطاعت أسماء بهذه الخطوة قنـ.ـص عصـ.ـفورين بطلقة واحدة، إذ تمكنت من القضاء على منافس قوي لها، يسيطر على قطاعات ضخمة في الاقتصاد السوري، كما ظهرت بمظهر المدافعة عن حقوق السوريين والمنصفة لمطالبهم، إذ زاد تذمرهم في الأشهر الأخيرة من الفقر والفساد، على خلفية تعمق الأزمة المعيشية مقابل تباهي عائلة مخلوف بثرواتهم وبذخ حياتهم”.
وكثفت أسماء الأسد من ظهورها الإعلامي، منذ تبدل الموازين السياسية والميدانية لصالح النظام بفعل التدخل الروسي، وبعد موت أنيسة مخلوف، والدة بشار، مطلع العام 2016. ولم تنقطع عنه حتى في أوج “أزمتها الصحية”، مستغلة جميع الأنشطة ذات الطابع الإنساني كزيارة جرحى جيش النظام ومصابيه واستقبال ذوي القتلى وأصحاب الاحتياجات الخاصة ورعاية أنشطة الطـ.ـفولة والمرأة واستقبال المتفوقين في الدراسة، وغيرها من الفعاليات الاجتماعية والإنسانية.
كما استغلت صورها أثناء العلاج من مرض السـ.ـرطان، لإحراز تعاطف شعبي والتقرب من قلوب البسطاء، واظهرتها وسائل إعلام النظام كقاهر لمرض السـ.ـرطان.
ويقول مراقبون إن أسماء بدأت بتعزيز نفوذها عبر إمساكها بالكثير من مفاصل الدولة السورية من خلال وضع المقربين منها في مواقع حساسة، وإعدادهم لتسلم مناصب مستقبلية، في الوقت نفسه، تقوم أسماء بمد سلطتها إلى الفضاء الإعلامي، وربط العديد من الأسماء الصحافية والمواقع الإعلامية بها مباشرة وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتلك الجهات والأسماء.
كما كان لافتا، تنامي ظهور أولادها في مناسبات عدة وإبرازهم كمتفوقين، أو مميزين مؤهلين، استعدادا على ما يبدو لتوليتهم الحكم من بعدها، الأمر الذي برز في تصريح ابنها البكر حافظ بشار الأسد، في إحدى مقابلاته الصحافية عن تبدل اهتماماته من غير راغب في السياسة إلى مهتم فيها بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.
وعن دور موسكو في رفع أسهم زوجة رأس النظام السوري، قال محلل روسي مقرب من مراكز صنع القرار في روسيا، -رفض نشر اسمه- في اتصال مع “بروكار برس”، إن “موسكو لاحظت في أكثر من موقف تزمت بشار الأسد، ووضعه العراقيل في عجلة الحل السلمي وتشكيل اللجنة الدستورية، موضحا بذلك عدم استعداده للتنازل عن السلطة.
وهذا الأمر قد يكون أجبر الكرملين على البحث عن آلية نقل للسلطة، يقبلها الأسد وترضي جميع أطراف النزاع المحليين منهم والدوليين.
وأسماء الأسد في نظر الكثير من السوريين تعد مثالا للمرأة السورية العصرية، ومن وجهة نظر المجتمع الدولي، تولي امرأة رئاسة بلد عربي، ستكون حدثا ديمقراطيا يصعب الوقوف ضده”.
وزاد الخبير الروسي: “كما أن أصول أسماء الأسد السنية، ستؤهلها لتكون عامل توازن في المعادلة الطائفية، فهي من عائلة سنية معروفة وزجة بشار ذي الأصول العلوية”.
ومن اللافت أن المبعوث الأممي السابق الخاص بسوريا، ستيفان دي ميستورا، أعرب في العام 2016، عن تمنيه أن تتولى امرأة رئاسة سوريا. وتلت تصريحه هذا مقالات عديدة، رشحت أسماء للمنصب، بوصفها “بريئة من سفك دماء السوريين”، مع “التأكيد بأن المعارضين ينظرون لها بشكل إيجابي”.
وفي المقابل، رأى معارض سوري أن “أسماء لن تحظى بدعم شعبي، حتى لو توفرت إرادة دولية لذلك وهي غير موجودة حاليا، لأنها شريكة الأسد في جـ.ـرائـ.ـمه ضـ.ـد السوريين”.
نقلا عن بروكار برس
رابط المقال الأصلي ؛
https://brocarpress.com/%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%ad%d8%b6%d8%b1-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b3/