يعد الإرهاب من أكثر المشاكل التى تواجهه العالم المتقدم والنامي على حدٍّ سواء، وكثيرا ماسمعنا عن وضع خارطة طريق للقضاء على الإرهاب، ونذكر الآن جانب من القرارات والميثاقات التى أصدرت للقضاء على الإرهاب، ومنها: القرار 3246 بتاريخ 29 نونبر 1974 الذي أكد على شرعية الكفاح المسلح في سبيل تقرير المصير والاستقلال.
القرار 3314 الصادر في 14 ديسمبر 1974 الذي يعترف أيضا للشعوب الخاضعة للأنظمة الاستعمارية والعنصرية أو أي شكل آخر من أشكال الهيمنة الأجنبية، بحق الكفاح في سبيل نيل الاستقلال, هذا طبعا إلى جانب العديد من القرارات التي صدرت عن المنظمات الإقليمية كمنظمة الوحدة الإفريقية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، زيادة على القرارات الهامة التي صدرت عن حركة عدم الانحياز (18) في هذا الشأن.
هذا ونرى أن دول أوروبا وأمريكا وإسرائيل تحاول إلصاق تهمة الارهاب بالإسلام والعرب، متناسية فى ذلك أن الإرهاب يحدث فى الدول الاسلامية والعربية أكثر مما يحدث لديهم، فهل من المعقول أن نقوم نحن بإرهاب أنفسنا .. فالإرهاب عنصر من عناصر العنف، إذ أن العنف يحتوي الإرهاب وللعنف أشكال عديدة العنف ضد المرأة العمل الإجرامي (عمليات السرقة والسطو المسلح ……….. وغيرها ) العنف ضد الأطفال، العنف ضد الشعوب وغيرها من أشكال العنف العديدة.
والعنف صورة من صور القصور الذهني حيال موقف، ودليل من دلائل النفس غير المطمئنة.. وأياً ما تكون العلة الفيسيولوجية أو البيئية فالعنف مرفوض حضارياً وأخلاقياً وسلوكياً واجتماعيا”ً .
(اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل) العنف : ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير عن قصد، وعادة ما يؤدي العنف الى التدمير أو إلحاق الأذى أو الضرر المادي وغير المادي بالنفس أو الغير، فالعنف هو سلوك معين ينتهجه الإنسان إزاء مواقف معينة يتعرض لها ويفشل فى حلها بالأسلوب الصحيح، فيتخذ من العنف وسيلة لحل مايواجهه من مشاكل وصعوبات.
وعلى هذا فإن الإرهاب جزء لايتجزأ من العنف فالإرهاب وسيلة يستخدمها أشخاص لديهم سلوك نفسى منحرف لتخويف أناسا بعينهم وأحيانا دول بعينها لنشر الفوضى وإرهاب المجتمع وزعزعة ثقته فى حكومته.
وقد تستخدمه بعض الدول فى إلقاء الخوف فى نفوس أعدائها من الدول الأخرى، حتى يسهل لهم الانتصار على أعدائها.
وقد تنامى الوعي الدولي بالإرهاب بشكل كبير فى العقود الأخيرة ، وبدأ العالم فى العمل الجاد من أجل القضاء على الإرهاب ولكن لم تجدِ نفعا إلى الآن.
ومن هذه الجهود نرى : فعلى مستوى منظمة الأمم المتحدة، قد أدرج موضوع الإرهاب ضمن جدول أعمال الدورة 27 للجمعية العامة عام 1972 بناء على مبادرة من الأمين العام الأممي، غير أنها لم تحقق نتائج ملموسة في هذا الشأن. وبتاريخ 11 ديسمبر 1973 تبنت الجمعية العامة قرارا نص على دراسة وجوب اتخاذ إجراءات لمنع الإرهاب، ثم ألحقت به قرارا صادرا في 14 ديسمبر من نفس السنة تمحور حول منع ومعاقبة الجرائم المرتكبة بحق الشخصيات التي تقع تحت حماية القانون الدولي.
وفي السابع من شهر ديسمبر اتخذت الجمعية العامة قرارا مهما أدانت فيه الإرهاب الرسمي والأنظمة العنصرية والاحتفالات الأجنبية، وتضمن الدعوة إلى عقد مؤتمر لتحديد مفهوم الإرهاب وقد عارضته الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن أهم الاتفاقيات في هذا الشأن نذكر: اتفاقية جنيف لسنة 1937 المرتبطة بمواجهة الإرهاب واتفاقية واشنطن لسنة 1971 الخاصة بمنع ومعاقبة أعمال الإرهاب التي تأخذ شكل جرائم ضد الأشخاص وغيرهم من الفئات ذات الأهمية الدولية، ثم الاتفاقية الأوربية لقمع الإرهاب والموقعة بتاريخ 27-01-1977 بستراسبورغ الفرنسية، حيث تضمنت لائحة للأفعال الخاضعة للتسليم والاختصاص القضائي…ثم هناك اتفاقية طوكيو الموقعة بتاريخ 14 شتنبر 1963 بشأن حماية الملاحة الجوية وقد اعترتها بعض النواقص مثل عدم اعتبارها الاستيلاء على الطائرات جرائم تستوجب العقاب… هذا طبعا بالإضافة إلى العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية التي اهتمت بهذا الشأن.
ونذكر في هذا الخصوص قمة “صانعي السلام” المنعقدة بشرم الشيخ بمصر بتاريخ 13 مارس 1997 ومؤتمر قمة مجموعة الدول الصناعية السبعة المنعقدة في ليون بفرنسا بتاريخ 28 يونيو 1997، وكذلك الإعلان الصادر بمناسبة الذكرى الخمسينية لإنشاء هيئة الأمم المتحدة في أكتوبر 1995، وهو الإعلان الذي أكد على أهمية التعاون الدولي في القضاء على الإرهاب .
ومن أشكال الارهاب التى تمارسها الدول على بعضها البعض ماتقوم به أمريكا فى أفغانستان تحت مظلة مكافحة الإرهاب لتضليل الرأى العام العالمي، وأيضا ماتقوم به إسرائيل تجاه شعب فلسطين .
أما من صور الإرهاب للشعوب من قبل الأشخاص فنجد أن مايحدث فى سوريا من أعمال عنف وإرهاب للشعب السوري الحر يمثل تلك الصورة، فنجد أن الطاغية السوري يحاول إرهاب شعبه بكل الوسائل حتى وصلت إلى حد التدمير لمدن بأكملها ولايعلم هذا الطاغية أن مايفعله من تدمير وقتل لأناس أبرياء إنما هو يزيد من إصرار الشعب السورى على النصر والإطاحة بهذا النظام البائد ، فالإرهاب ظاهرة واقعية تمارسها جميع الدول والأشخاص فى نيل ماتريده بالظلم والتعدى على حقوق الغير ، فكيف ننتظر حل لهذه الظاهرة من بلاد هى نفسها تمارس الإرهاب على غيرها من الدول.
محمود معراوي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع