ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن «أوتشا»، أمس، إن «10 ملايين طفل يمني بحاجة للمساعدة». وأوضح المكتب بتغريدة في حسابه على «تويتر» أن «الصراع في اليمن يتسبب بتفاقم الاحتياجات الأساسية للمدنيين والمس بكرامتهم، وخاصة الأطفال»، دون أن يضيف أية تفاصيل أخرى.
أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن قرابة 21 مليون يمني بحاجة للمساعدات الإنسانية، فيما أصبح حوالي 10 ملايين شخص بحاجة شديدة لمساعدات منقذة للأرواح.
والأطفال من أكثر الفئات تضرراً جراء الحرب في اليمن؛ إذ أصيب عدد كبير منهم بأمراض سوء التغذية والكوليرا، فضلاً عن مقتل المئات.
ويتعرض التحالف السعودي -الذي يدعم القوات الحكومية اليمنية المنتشرة في الجنوب- لانتقادات من قبل العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، بسبب ما تسفر عنه غاراته من زيادة في أعداد الضحايا من النساء والأطفال .
تفشي الكوليرا
وتشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» إلى أن 150 ألف طفل تحت سن الخامسة أصيبوا بالكوليرا في اليمن، منذ انتشار الوباء في 27 أبريل الماضي وحتى هذا الأسبوع.
كما تفيد المنظمة الدولية ذاتها بأن 380 ألف طفل يمني دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد.
وخلفت الحرب التي يشهدها اليمن منذ خريف 2014 بين القوات الموالية للحكومة الشرعية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، فضلاً عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.
ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين
من جانبها استنكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، سقوط ضحايا في صفوف المدنيين من جرّاء قصف استهدف مناطق سكنية في مدينة تعز اليمنية، الجمعة الماضية، وأوضحت اللجنة الدولية، في بيان لها أمس، أنه ليس بوسعها أن تغض الطرف عن الهجمات العشوائية، وأشارت إلى الهجوم الذي أوقع ثلاثة أطفال قتلى، اثنان منهم كانا يلعبان الكرة، وإصابة تسعة آخرين بجروح بالغة، بحسب ما ورد من تقارير.
وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقتي الشرق الأدنى والشرق الأوسط، «روبير مارديني»: «ليس بوسعنا أن نغضّ الطّرف عن ارتفاع أعداد المدنيين المصابين أو القتلى من جرّاء الهجمات العشوائية في النزاع الذي يعصف باليمن»، وحث المسؤول الدولي «جميع الأطراف المتحاربة على اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنّب إصابة المدنيين».
وذكر مارديني، أن «ما حدث، الجمعة الماضية، إنّما هو تذكير صارخ آخر بالمعاناة الهائلة التي يتكبدها المدنيون في حياتهم اليومية في أرجاء اليمن».
ووفقاً للبيان، «ففي الشهور الأخيرة كثيراً ما وجد المدنيون من النساء والرجال والأطفال أنفسهم في مرمى النيران، ما يوقع بهم ضحايا للقذائف والقنابل».
قتل 12 مدنياً -بينهم نساء وأطفال- قرب صنعاء، جراء غارة جوية نسبت إلى التحالف السعودي، بحسب ما أفاد مسؤولون محليون، وسكان المنطقة.
وأعلن مسؤول محلي أمس أن غارة جوية استهدفت أمس الأول سيارة على متنها 12 مدنياً في مديرية حريب القراميش بمحافظة مأرب، على بعد 70 كيلومتراً شمال شرق صنعاء.
العرب