الأمم المتحدة تنسحب من دهوك العراقية تاركة اللاجئين السوريين في طي النسيان

قررت الأمم المتحدة وقف عمليات المساعدات في محافظة دهوك شمالي كوردستان العراق بحلول نهاية عام 2023، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم معاناة النازحين السوريين.

ويأتي هذا القرار وسط سياق أوسع من تضاؤل ​​الدعم الدولي للاجئين السوريين وتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا نفسها.

وأكد بير ديان جعفر مدير دائرة الهجرة والمهجرين ومواجهة الأزمات في محافظة دهوك، في تصريح لوكالة شفق نيوز، القرار، لكنه أكد أن اللاجئين سيستمرون في تلقي المساعدات الإنسانية عبر حكومتي العراق وكوردستان. .

وأضاف أن “دور الأمم المتحدة في المنطقة كان يقتصر فقط على إدارة اللاجئين المقيمين في المخيمات المخصصة في دهوك”. “تم تقديم المساعدة من قبل الحكومة الاتحادية في العراق وحكومة إقليم كردستان”.

ومع ذلك، فإن هذا التحول المفاجئ في المسؤولية لا يزال يثير المخاوف بشأن قدرة هذه السلطات على تلبية احتياجات أكثر من 110,000 لاجئ سوري يقيم حاليًا في دهوك بشكل مناسب. وتواجه حكومة إقليم كردستان بالفعل تحديات مالية خاصة بها، مما يجعل من غير الواضح كيف ستدير العبء الإضافي المتمثل في توفير الخدمات الأساسية والدعم للاجئين.

ما يقرب من 7 ملايين سوري هم لاجئون، معظمهم في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة. وبعد أكثر من عقد من استضافتهم، بدأت بعض الدول في الضغط على اللاجئين للعودة إلى سوريا. يحظر القانون الدولي للاجئين وحقوق الإنسان على الدول إعادة الأشخاص إلى أوطانهم قسرًا أو إذا كانوا يواجهون الاضطهاد أو غيره من المخاطر.

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الجيش اللبناني هذا الأسبوع لقيامه “بالاعتقال التعسفي والترحيل بإجراءات موجزة” لآلاف اللاجئين السوريين، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين بذويهم، إلى سوريا بين أبريل/نيسان ومايو/أيار من هذا العام.

تستضيف تركيا أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري، وقد تسبب وجودهم في تزايد الاستياء في بلد يعاني من مشاكل اقتصادية وآثار الزلزال المميت الذي وقع هذا العام.

وفي الأردن، تستضيف الحكومة حوالي 1.3 مليون لاجئ، غالبيتهم من السوريين. ويساعد برنامج الأغذية العالمي 465 ألفًا من السوريين الأكثر ضعفاً، لكنه اضطر إلى خفض مساعداته النقدية بدءًا من هذا الشهر لنحو 346 ألف سوري يعيشون في المجتمعات المحلية بسبب نقص التمويل. ويكون تأثير مثل هذه التخفيضات شديدا على الأسر المتعثرة.

وحذر مسؤولو برنامج الأغذية العالمي من أنه قد يكون هناك المزيد من التخفيضات بحلول سبتمبر إذا لم يتم تلقي تمويل جديد في الأسابيع المقبلة – بما في ذلك للاجئين الأكثر ضعفاً الذين يعيشون في المخيمات. هناك حاجة إلى حوالي 40 مليون دولار لاستعادة المساعدة الكاملة حتى نهاية عام 2023 للاجئين السوريين في الأردن وحده.

كما قررت الأمم المتحدة قطع المساعدات عن أكثر من 88 ألف عائلة سورية، أي ما يقرب من 400 ألف فرد، يقيمون حاليا في لبنان. واعتبارًا من عام 2024، ستتلقى 190 ألف أسرة فقط، أي ما يقرب من 900 ألف فرد، المساعدة الممولة من الأمم المتحدة، وهو ما يمثل أكبر تخفيض منفرد منذ بدء التخفيضات في عام 2013.

السوريون الذين يعيشون في سوريا ليسوا في وضع أفضل. وتعاني النداءات الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة لمساعدتهم في المنطقة من نقص كبير في التمويل.

في وطنهم، يواجه ملايين السوريين ضغوطًا على جبهات متعددة مع استمرار الحرب الأهلية، واجتياح البلاد لأزمة اقتصادية حادة، وهم يتعافون من سلسلة من الزلازل القاتلة، والصراعات في أجزاء أخرى من العالم تقلل من إلحاح الأمر. من حالتهم.

وفي يونيو/حزيران، قال برنامج الأغذية العالمي إنه سيضطر إلى إنهاء المساعدات الغذائية لـ 2.5 مليون سوري داخل البلاد هذا الشهر، إذا لم يتلق ما لا يقل عن 180 مليون دولار من التبرعات لتمويل البرامج حتى نهاية هذا العام.