توجهت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، إرثارين كازين، إلى سفراء الدول الأعضاء لمجلس الأمن في نيويورك، خلال اجتماعهم يوم أمس الأربعاء، لمناقشة الوضع في سورية، “لا أكرر الدعوة لتقديم المساعدة بل إنني ألتمس مساعدتكم كي لا نسمح بتكرار مصير مضايا”.
وأكدت أن هناك 18 منطقة محاصرة في سورية، وفيها نصف مليون شخص لا يمكنهم الحصول على الطعام أو على مساعدات إنسانية، مما يجعل مجمل عدد الأشخاص الذين يتواجدون في المناطق المحاصرة أو مناطق يصعب الوصول إليها حوالي 4.5 ملايين.
وأضافت، “تشهد الكثير من هذه المناطق نفاد المواد الغذائية وفي بعضها بالفعل قد نفدت. إننا لا ندري إذا كان الأمر ليس أكثر من مسألة وقت قبل أن تضربنا على شاشات التلفاز مرّة أخرى صور وحشية مماثلة لتلك التي شاهدناها في الأسابيع الماضية”.
وأكدت كذلك أن هناك مناطق في ريف دمشق، لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إليها منذ ثلاث سنوات، وأن أسعار الغذاء فيها تصل إلى ثلاثة أضعاف تلك التي في دمشق. وأشارت كذلك إلى أن المناطق المحاصرة، وكذلك تلك التي يصعب الوصول إليها تقع تحت سيطرة أطراف مختلفة بما فيها النظام السوري و”داعش” وبعض فصائل المعارضة المسلحة.
من جهته، قدم ممثل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، إحاطته كذلك أمام مجلس الأمن الأربعاء، وقال “منذ أكثر من خمس سنوات يشهد الشعب السوري واحداً من أكثر الصراعات وحشية وعنفاً في القرن 21”.
ولفت إلى أن الأرقام تتحدث بنفسها عن معاناة السوريين الذين قتل أكثر من 250 ألف شخص منهم ونزح أكثر من 6.5 ملايين سوري داخل بلادهم، ولجأ أكثر من 4.5 ملايين شخص خارج وطنهم، وأما الباقون أي حوالي 13.5 مليون شخص فهم في حاجة ماسة لمساعدات إنسانية، بحسب أوبراين.
وناشد أوبراين المجتمع الدولي، قبيل بدء محادثات جنيف يوم الجمعة، عدم تفويت الفرصة من أجل إيجاد حل ووضع حد للصراع في سورية.
كما طالب الدول التي تتمتع بالنفوذ على الأطراف المتنازعة بالقيام بمزيد من الجهود والخطوات، لضمان امتثال الأطراف على الأرض بالتزاماتها بحسب القانون الدولي ومطالب مجلس الأمن وقراره الأخير رقم 2139.
العربي الجديد