وجهت الأمم المتحدة، الثلاثاء 26 يناير/ كانون الثاني 2016، دعوات للحكومة السورية والمعارضة للمشاركة في محادثات السلام المقرر أن تبدأ في جنيف يوم الجمعة، حيث حصل بعض الأشخاص الذين تدعم روسيا حضورهم على دعوات لحضور المحادثات.
وتجتمع المعارضة السورية في الرياض اليوم، لتحسم موقفها من المشاركة في محادثات جنيف 3، والتي كانت قد أعربت عن عدم تفاؤلها من المحادثات بسبب ما وصفته ضغوط دولية وتحول بالموقف الأميركي.
المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني نفى أي تحول بموقف بلاده، وأكد دعمه لوفد المعارضة السورية.
أسماء اقترحتها موسكو
وأكد عدد من الشخصيات السورية التي تدعمها موسكو وترغب بأن تكون بالمحادثات، تلقيها دعوات من الأمم المتحدة، فقد قالت رندا قسيس رئيسة حركة المجتمع التعددي لرويترز إنها دعيت مع هيثم مناع وصالح مسلم والهام أحمد وقدري جميل وأن الدعوات وجهت بشكل فردي، حيث أكد مناع تلقيه الدعوة.
وحول مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي ترفض تركيا مشاركته بالمفاوضات، قال صالح مسلم أحد زعماء الحزب في اتصال به قال إنه لم يتلق الدعوة بعد.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا ستقاطع محادثات السلام السورية إذا دعي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إليها.
الأمم المتحدة من جهتها لم تفصح عن الجهات التي دعتها واكتفت بالقول إن الدعوات وجهت إلى المشاركين السوريين وفقاً للمعايير التي وردت في قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015.
المعارضة غير متفائلة
المعارضة السورية من جهتها كانت قد أثارت الشكوك فيما إذا كانت ستشارك في محادثات السلام أم لا، متهمة الولايات المتحدة بتبني أفكار إيران وروسيا بشأن حل الصراع.
في غضون ذلك، تعقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاً في الرياض الثلاثاء لحسم موقفها النهائي من المشاركة في المحادثات، على وقع ضغوط أميركية لحثها على المشاركة وتوسيع تمثيل المعارضة عبر القبول بقوى أخرى أبرزها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي.
وأكد فؤاد عليكو، العضو في الوفد المفاوض الذي شكلته الهيئة أن “الهيئة تلقت دعوة للمشاركة في جنيف”.
وقال أسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض لقناة الحدث إنه ليس متفائلاً حيال محادثات السلام المقبلة لكن القرار النهائي سيتخذ خلال اجتماع المعارضة في الرياض.
وقال أحمد فوزي المتحدِّث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن المحادثات ستكون غير مباشرة دون تغطية إعلامية واسعة.
وقالت الحكومة السورية التي تكسب أراضي من المعارضة بدعم من ضربات جوية روسية وقوات برية إيرانية أنها ستحضر المحادثات.
وقال الزعبي المقرر أن يرأس وفد المعارضة في المحادثات لرويترز إنه لن تكون هناك مفاوضات دون تنفيذ خطوات لبناء الثقة ومنها إطلاق سراح معتقلين.
وفي تصريحات تعكس هواجس المعارضة إزاء العملية قال الزعبي لقناة الحدث إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح أفكار إيران وروسيا بشأن سوريا في اجتماع عقده في الفترة الأخيرة مع الزعيم المعارض رياض حجاب.
ضغوط أميركية
وحثَّ المبعوث الأميركي الخاص لسوريا مايكل راتني المعارضة على حضور المحادثات.
وقال “نصيحتنا للمعارضة السورية هي أن تستفيد من هذه الفرصة باختبار نوايا النظام وأن تكشف أمام الرأي العام الدولي من هي الأطراف الجادة في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا ومن هي الأطراف غير الجادة.”
وقال دبلوماسي غربي إن الهدف هو بدء المحادثات دون مزيد من التأجيل. وأضاف “هناك بعض التخوف ألّا تبدأ المحادثات أبداً إذا لم تبدأ قريباً.”
الكرد محل خلاف
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الثلاثاء إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض.
وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون “جائراً” و”سيأتي بنتائج عكسية”.
لكن تركيا وهي داعم رئيسي للمعارضة قالت أنها تعارض مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وأصبحت وحدات حماية الشعب شريكاً مهما في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وترى تركيا الوحدات باعتبارها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية “الذين يعتبرونهم شريكاً شرعياً لا يعيشون واقع المنطقة. لا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن هؤلاء الناس يسعون للسلام.”
هافنغتون بوست