الأمل باق
مما يثلج القلب في خضم سيل الأخبار ما تطالعنا به منصات التواصل الاجتماعي من حين لآخر عن نجاحات يسطرها أبناؤنا السوريون في أصقاع الأرض.
فلا يمر يوم إلا ونسمع عن تخرج طالبة أو طالب سوري من جامعات مرموقة بتقدير عال ربما يكون الأول على دفعته، على الرغم من أن ظروف النجاح وشروط المنافسة مع أقرانه لم تكن عادلة لصالحه وهو الذي يحمل هموم التهجير المادية والمعنوية.
لا يحسب هذا الإنجاز للطالب وأسرته فحسب بل هو انجاز يحق أن يفخر به كل سوري عانى مرارة فقد الوطن والبحث عن مكان يريح فيه رأسه المتعب من أهوال القصف والتدمير، ومازال يكابد معاناة جديدة هي الاندماج في المجتمعات الأخرى، مع ما يرافق ذلك من رفض بعض الشرائح العنصرية التي ترى في اللاجئ “شماعة” تعلق عليها المشكلات الحياتية حتى الكوارث الطبيعية وتغيرات المناخ.
هذه النماذج الناجحة ملهمة للشباب السوري تغرس فيه الأمل والإيجابية حتى لا تجرفه تيارات اليأس والقنوط ويقع فريسة للسلبية والحسرات، فالأمر ممكن وهناك من جعل الحلم واقعاً فلا مستحيل أمام الهمة العالية والإصرار.
لن أقف أمام نماذج أخرى ضلت الطريق وقدمت مثالاً سيئاً للشباب حينما جرفته التيارات تحت شعار الاندماج فقدم صورة مشوهة بلا هوية ولا لون ولا انتماء، مجرد قالب تجتمع عليه وفيه قشور الحضارة دون أن يصل لجوهرها الإنساني.
لنعظم إنجازات أبنائنا حينما ينجحون ونشد على أيديهم ونشير إلى نجاحاتهم أينما كانوا، لأنهم يثبتون للعالم أننا شعب حي فعال قادر على الإبداع والنجاح رغم حالة الكسر التي يريد الكثير من أعدائنا أن نكون بها.
محمد مهنا / مقال رأي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع