اقترب الشتاء واقتربت معه معاناة السوريين عامة، والنازحين والاجئين خاصة، فخيمهم الصغيرة التي أجبرتهم الظروف على العيش فيها رغماً عنهم، مع أنها لا تقيهم من البرد والعواصف، في ظل الحرب الدائرة على أرضهم التي منعتهم من العودة لمنازلهم والعيش بأمان.
يقول “أبو الهادي” أحد النازحين من ريف حماه الشمالي: “منذ أكثر من عام أعيش مع عائلتي في مخيم أطمة الحدودي في ريف إدلب، في خيمة صغيرة، بعد أن هدمت براميل النظام بيتي في مدينة مورك، وقلعت أشجار أرضي وجعلتها معسكراً لدباباتها، فلم يكن لدي خيار سوى العيش هنا فلم أعد أملك شيئاً”.
حيث بلغ عدد النازحين السوريين حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من 7.6 مليون نازح داخل الأراضي السورية حسب تقرير نشر في 9 تموز\يوليو من هذا العام.
لم تكن الأراضي السورية مكاناً آمناً بنظر السوريين، فلا أمان من القصف المستمر لقوات النظام وحلفائه،ولم تكن هناك مناطق يمكن أن يتخذها السوريون ملجأ لهم إلا مخيمات ريف إدلب الشمالي المحاذية للحدود التركية، فكانت آمنة نوعاً ما من قصف النظام، ما اضطر الكثير من السوريين إلى الرحيل خارج حدود بلادهم إلى الدول المجاورة ومنها لبنان والأردن والعراق وتركيا.
“أبو لؤي” أحد الاجئين إلى لبنان يقول: “بعد دخول النظام لمناطق ريف حمص إضررت الرحيل بسبب خوفي على أطفالي من التعذيب والإعتقال، فقصدت لبنان، لنعيش هناك مختلف أنواع المعاناة والذل، ولنقع تحت رحمة عملاء النظام، في ظل نقص وشح كبير في مختلف الحاجيات، فقد رحلنا من الموت إلى الذل والمعاناة”.
وقد ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن معظم اللاجئين الفارين من الصراع الدائر في سوريا منذ أربع سنوات يقيمون في لبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا التي تستضيف عدداً منهم يفوق عددهم في أي بلد آخر ويبلغ 1.8 مليون سوري، ويوجد 270 ألف سوري آخرين طلبوا اللجوء إلى أوروبا”.
لقد شكل اللاجئون السوريون أزمة كبيرة وثقل لا مثيل له في البلان المستضيفة لهم، والتي أعلنت معظمها عن عدم قدرتها على استيعاب عدد أكبر من اللاجئين، وأغلقت بعض منها حدودها بوجههم، وقد حذر “أشرف خان” مدير إدارة الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”: “في سوريا، فإن الصراع الوحشي دخل عامه الخامس الآن واضطر أكثر من 4 ملايين شخص إلى اللجوء للمخيمات في البلدان المضيفة، التي باتت تتحمل فوق طاقتها، مثل الأردن والعراق ولبنان وتركيا”.
وكما كشفت منظمة العفو الدولية المعنية في تقرير بعنوان “أزمة اللجوء العالمية وحقوق الإنسان مؤامرة قوامها الإهمال” جاء فيه أن إخفاق المجتمع الدولي في توفير التمويل الكافي للاحتياجات الإنسانية للاجئين، أو في دعم الدول المضيفة لهم من خلال سياسات إعادة التوطين جعل جيران سوريا غير قادرين على التعامل مع “التأثير المدمر”.
وقد أشارت المنظمة إلى أن لبنان والأردن وتركيا بعد استقبالهم أكثر من أربعة ملايين سوري منذ بدء الصراع في 2011 يغلقون حدودهم الآن، بسبب تأثيراتها الجانبية داخل البلدان المحتضنة.
لقد كان للأزمة السورية التي شارفت على نهاية عامها الخامس، تأثيرات ضخمة على العالم وبالأخص الدول المجاورة لسوريا، فقد ذكرت المفوضية السامية أن عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة تجاوز 4 ملايين لاجئ وسيصل إلى 4.27 مليون لاجئ بنهاية عام 2015، لتحتل سوريا المرتبة الأولى في عدد اللاجئين وكما أكد رئيس المفوضية “أنطونيو غوتيريس”، في بيان، الخميس 9 يوليو/تموز من هذا العام، أن هذا أكبر عدد للاجئين من صراع واحد، داعياً المجتمع الدولي إلى دعمهم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال في وقت سابق إن نحو 12.2 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات بينهم أكثر من 5 ملايين طفل.
وبعد مرور كل هذا الزمن على الأزمة السورية والأمل يتجدد الأمل عند السوريين بالعودة إلى منازلهم بعد طول غياب، فهل ستنتهي الحرب وتنتهي معاناة الشعب السوري؟؟
سندع الأيام القادمة تجيب عن ذلك!!!
المركز الصحفي السوري ـ إبراهيم الإسماعيل