وصفت والدة تاليسين ميردين نامكاي ميتش، الذي لقي مصرعه أثناء الدفاع عن فتاتين، إحداهما مسلمة، عند تعرضهما للتحرش ابنها بأنه “بطل وسوف يظل بطلا حتى بعد موته”.
وطُعن نامكاي ميتش هو وشخص آخر أثناء دفاعه عن الفتاتين، التي كانت إحداهما ترتدي الحجاب، في قطار في مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون الجمعة.
وقالت شرطة المدينة إن القتيل الثاني يُدعى ريكي جون بست، البالغ من العمر 53 سنة ولديه أربعة أطفال.
وخدم بست في الجيش الأمريكي 23 سنة، لكه تقاعد في 2012، والتحق بالعمل في جهاز مدينة بورتلاند في 2015.
وجُرح شخص ثالث في القطار أثناء الدفاع عن الفتاتين قبل القبض على المهاجم.
وحددت الشرطة هوية المشتبه به الذي قالت إنه جيريمي جوزيف كريستيان، 35 سنة، ووجهت له اتهامات رسميا.
ومن المقرر أن يمثل المتهم أمام المحكمة الثلاثاء المقبل باتهامات بالقتل، والشروع في القتل، ونشر الخوف، وحيازة سلاح محظور لارتكاب فعل إجرامي.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في ولاية أوريغون السبت إن الوقت لا يزال مبكرا لتصنيف الهجوم على أنه “حادث إرهابي محلي، أو جريمة فيدرالية بدافع الكراهية.”
ماذا حدث؟
استقلت فتاتان، إحداهما مسلمة ترتدي الحجاب، قطارا. ولفت وجودهما انتباه كريستيان، المتهم بتنفيذ الهجوم، وفقا لأحد شهود العيان.
وقالت ديوانا هادسون، والدة إحدى الفتاتين، إن المشتبه به بدأ الهجوم عليهما بترديد عبارات مثل “كل المسلمين لابد أن يموتوا”.
وقال الرقيب بيت سيمبسون، من شرطة بورتلاند، إن “المشتبه به كان يصرخ ويتمتم بأشياء كثيرة، بينها ما قد يشير إلى كراهية وتعصب.”
وتقدم ثلاثة رجال للدفاع عن الفتاتين، وفقا لديوانا التي أدلت بحديث لموقع أوريغونيان الإخباري عن الحادث.
وأضافت أن أحد الضحايا قال للمتهم: “لا يمكنك التعامل معهما هكذا، إنهما فتاتان صغيرتان.”
لكن كريستيان تحول إلى الهجوم على الرجال الذين هبوا لمساعدة الفتاتين، وفقا للرقيب سيمبسون.
وأضاف سيمبسون أن “بعض من شاهدوا الحادث قالوا إنه كان يصرخ وهو يهاجم المدافعين عن الفتاتين بضراوة، ما أدى إلى مقتل الاثنين وإصابة الثالث.”
ويبدو أن الفتاتين لم تدركا مدى خطورة الإصابات التي أحدثها المتهم بمن يحاولون الدفاع عنهما، فهرعا إلى الاتصال بديوانا، والدة إحداهما لطلب النجدة.
من هم الضحايا؟
كان من بين الضحايا الذين يواجه كريستيان اتهامات بقتلهم ريكي جون بست. وكان بست في طريق العودة إلى المنزل يوم الجمعة عندما شاهد كريستيان يتحرش بالفتاتين في القطار، فتوجه للدفاع عنهما ليلقى مصرعه على كريستيان.
وقالت كارين بركينز، زميلة بست، إنه “(بست) كان أول من يهب لمساعدة الغير.”
أما الضحية الثانية، تاليسين ميردين نامكاي ميتش، فكان يتحدث إلى عمته في هاتفه الجوال، لكنها حثته على إنهاء المكالمة وتوثيق ما يحدث أمامه بكاميرا الهاتف الذكي، وفقا لموقع كوتا نيوز.
وقالت العمة لقناة تلفزيونية: “لم أقصد أن أجعل منه بطلا ويقتل، لكنه كان يحاول حماية فتاتين صغيرتين.”
وكتبت والدة نامكاي ميتش رثاء لابنها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلة: “ولدي العزيز، لقد كان بطلا، وسوف يظل بطلا في الحياة الآخرة، نجم ساطع براق، سوف أحبك للأبد.”
وأصيب شخص ثالث أثناء الهجوم وهو ميكا دايفيد كول فليتشر الذي لا يزال يتلقى العلاج في المستشفى.
وقال عمدة بورتلاند إن التصرف الذي أقدم عليه الرجال الثلاثة ينم عن “إيثار ينبغي أن يكون مثالا يحتذى به”.
وأضاف أن “المناخ السياسي الحالي يشجع على المزيد من التعصب.”
من هو منفذ الهجوم؟
قال كبير الباحثين في مركز ساوذرن بافرتي لو إن حساب كريستيان على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كان يحتوي على مواد تعكس “معتقدات عنصرية ومتطرفة”.
كما أشارت تقارير إلى أنه كان يحب الرسوم الساخرة ومخدر الحشيش.
وجاء في مقال نشره موقع الإعلام البديل المحلي في بورتلاند أن المتهم شارك برفع علامة النازي في مسيرة نظمها اليمينيون.
ورفضت الشرطة نشر أي تفاصيل عن السجل الجنائي للمتهم
بي بي سي.