نعم ، وببساطة الماء، لقد سالت دماؤهم واختلطت بأشلائنا، فليسوا كما كنّا نظنهم ملائكة، أم أغوتهم حضارة الكبتاغون، فتعرّوا وبانت سوءتهم.
شهقت عالياً حضارتهم وعمُرت بتجارة الموت والدم ، حتى لم تخضع لقوانين الأمازيغي ابن خلدون في العمران، أو كما كنّا نظن أنها لم تخضع ، فهل نعيد القراءة ، أم أننا كنا ننظر في المرايا؟
الواقع أبعد مما تراه في المرآة ليس كما تتوقع ، وغير ما تشتهي ، وعكس ما شاهد الطيبون.
عزّينا أنفسنا أنها أسقطت وتسقط الأقنعة ، فطالت وعرضت وأعتقد أنها دخلت في منظومات ثلاثية الأبعاد، نامت واستيقظت وماتت ونُشرت وصُرّت إليهم فعادت ، نعم، وببساطة الماء ، صرّوها إليهم إلى القتل الحضاري فأسقطت منظومتهم الأخلاقية ،
وكهنوتهم الإنساني، إن لم يكن أمام العالم أجمع ، فعلى الأقل أمام ساسته وأمامنا ، فحدّق في المرايا جيدا أيها السوري، الأشياء ليست بعيدة كما قلت لك آنفا، بل محض سراب.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/460968595831900/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-UNK_GK0T-GK1C&ref=sharingا
تصرّ المنظومة الإنسانية لجميع، من حملنا لهم يافتات أنهم يمثلونا، في الجمع التي طافوا فيها على دماء المتظاهرين، فرسوا بسفن مرقعة بأرصدة البنوك، وخيول ليست كخيل بني أميّة للفتوحات، ولا كدواب الغجر للموسيقا والحياة، بل خيل يحاولون ترميم ذواتهم بها، بدل السيارات التي كانوا يلتقطون صوراً بجانبها قبل ميلاد الثورة، وتزينت بصور كتب عليها” هكذا تنظر الأسود”، واليوم هكذا ينظر الخليفة، وهكذا أرد المعلم، أقرباء الأسد شبيحته، أقرباء السلطان والشيخ والمعلم وأصدقاء الأسد ببحره، أصدقاء النفط والمعبر اليوم بذات الأنفاق، وظلمة السراديب، يصرّون أن نحاور ونفاوض، علينا أن نفاوض على ما تبقى منّا، وعلى أكوام الردم فيما كانت قبلاً شوارع وأرصفة ، وعلينا أن نتنازل ولو كثيراً أو أكثر لمن قتلنا ، بخبط عشواء براميله ، فمن تصب تمته ، ومن تخطئ يمت بصواريخ الأصدقاء.
و أيضا ورثة الرجل المريض، ماسكي المتوسط الحسابي للعصي من وسطها، بين معسكري غرب الإف ستة عشر وشرق الإس أربعمئة، ويقسمونه بقوانين مجموع الرعايا على عدد الخانعين، فلنا عليهم حق الجوار، وأخوّة العقيدة ، فكل خطّ أحمر من خطوطهم ، يلونون بها أطالس وجوهنا، عين على معابر الجنوب وأخرى تحدّق في مفاخر التوطين الطوعي بفلل الطوب والطين.
واليوم أيها الأصدقاء، أيها الأخوة العرب ، يا مولاي الخليفة، سيدخل وستكون منطقة لا عازلة يسمح للأسد فيها بالحدّ الأدنى من التحليق فوقها، ولكن عاتب على عدم معرفتي بالرقم، فهل مئتان وسبع وثلاثون شخصاً يقتل كلّ أسبوع في هذه المنطقة، ضمن الحدّ الأدنى أم أكثر بقليل وكثير؟
حدّق يا صديقي الطيب في مراياك جيداً ، الوهم يبدو فيها شيئاً والأماني تبدو أوطانا.
مقال رأي/ د.ألمى الأحمد