قالت صحيفة الأكسبريس الفرنسية أن الحل الوحيد لوقف الحرب في سوريا وبالتالي وقف موجات الهجرة ونمو التطرف يكمن فقط في إجبار النظام السوري عسكريا الجلوس بجدية على طاولة المفاوضات.
وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أنه خلال الأعوام الأخيرة، لم تتوقف فرنسا عن المطالبة بإتخاذ إجراءات غير عادية ضد النظام السوري، أما الآن فإن التعامل بحزم ضد هذا النظام أصبح مطلباً ضرورياً للغاية أكثر من أي وقت مضى، وبات التدخل الحقيقي تحت أشكال غارات جوية ضد قوات الأسد كرد على الانتهاكات التي ترتكبها، هو الخيار الوحيد أمام الولايات المتحدة والغرب من أجل وقف تدفق موجات الهجرة وإضعاف المجموعات المتطرفة وإرغام الأسد على الجلوس على مائدة المفاوضات ومنع أي فشل لمفاوضات السلام.
وأضافت الصحيفة أن وقف إطلاق النار في خطر أكثر من أي وقت مضى، فوفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن عدد القتلى يومياً قد وصل إلى مستوى مرتفع بعد التوصل إلى اتفاق وقف القتال حيث وصل من لقوا مصرعهم في مايو 2016 إلى 872 مدنياً من ضمنهم من قُتلوا على يد جيش النظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري قد تجاهل الهدنة الشهر الماضي عندما قام بقصف العديد من المستشفيات ومعسكر للاجئين، ووفقاً للأمم المتحدة، قام النظام السوري بهجمات شرسة منذ بداية الصراع، كما أن أكثر من 30 فصيلا من الجيش السوري الحر قد وقعوا على إعلان هددوا من خلاله بالإنسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم يتوقف الأسد عن قصف داريا بالقرب من دمشق. ومن ناحية أخرى فإن المفاوضات الدبلوماسية مازالت معقدة للغاية منذ استقالة دي ميستورا نهاية مايو على خلفية فشل المفاوضات الرامية إلى اجبار الأسد على احترام وقف إطلاق النار.
وأكدت الصحيفة أن حل الصراع السوري لا تكمن أهميته فقط على الصعيد الإنساني، ولكنه ضروري أيضاً من أجل الحفاظ على المصالح الإستراتيجية للدول والمجتمعات في العالم أجمع، وأن أزمة اللاجئين يُخشى من أن تؤدي إلى تفجر الوضع في الإتحاد الأوروبي، فحالة عدم الاستقرار تهدد الدول المجاورة لسوريا وتجعل داعش يستفيد إستفادة كاملة من الحرب الدائرة في البلاد ويستمر في التنامي بسبب سياسة النظام السوري شأنه شأن القاعدة وحزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى.
وشددت الصحيفة على أن الثلاث مبادرات الدبلوماسية السابقة لم تنجح في وضع حد للمذابح في سوريا. وقد أدى الفشل الذى شهدته الخمس سنوات الماضية إلى زيادة كبيرة في عمليات العنف حيث أن حلب تعاني بالفعل من عمليات إبادة وحشية. وإذا نجح سياق فيينا الحالى، فسينبغي على الولايات المتحدة تجنب ارتكاب الأخطاء التي حدث في المبادرت الدبوماسية السابقة.
وأضافت الصحيفة أن حالات الفشل السابقة كانت بسبب عدم القدرة على إرغام النظام السوري وحلفائه على عقد اتفاقيات سلام، فضلا عن أن مفاوضات السلام دون وجود تهديد بفرض عقوبات على النظام قد شجعته على تكثيف المعارك خلال المفاوضات بهدف تعزيز موقفه على الأرض. فالنظام السوري مازال ينتهج استراتيجية التصعيد المستمر من عمليات العنف بهدف اختبار نية المجتمع الدولي في القيام بتدخل عسكري.
وأكدت الصحيفة أن عدم التحرك ضد انتهاكات النظام السوري لن يؤدي إلا إلى تقوية الأسد وإضعاف سياق المفاوضات السلام في الوقت الذي ترغم فيه التهديدات بتدخل عسكري بشار الأسد على الجلوس على مائدة المفاوضات.
*ترجمة خاصة بموقع “الإسلام اليوم”