مشاهد مؤلمة ومستفزة حينما نرى جنود الكيان الصهيوني المزعوم يدنسون المسجد الأقصى ويضربون بالهراوات والغازات المسيلة للدموع جموع المصلين والمرابطين فيه غير مكترثين بوجود طفل أو شيخ أو امرأة بينما يسمحون بالمقابل لمئات المستوطنين بالدخول إلى ساحاته بسلام تحت حماية الجنود لإقامة شعائرهم وذبح قرابينهم تزامناً مع عيد الفصح اليهودي.
أحد المرابطين المعتقلين كان يصرخ بالجنود يذكرهم بالخوف والجبن المعروفين به “لو كنتم رجالاً لواجهتم غزة” إنهم أضعف من أن يواجهوا السلاح بالسلاح لقد حولوا ساحات المسجد الأقصى الى جبهات قتال ينزلون إليها بعتادهم الكامل ليواجهوا المدني الفلسطيني المسلح بإيمانه وحجارة مباركة تصيب رأس الكيان وتوجعه.
الغريب والمريب أن بعض المحسوبين على العرب يدعون إلى الانبطاح أمام الكيان ويطالبون الصامدين في الأقصى بالرضوخ إلى سلطة الأمر الواقع والكف عن اعتصاماتهم التي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى المزيد من الضحايا والمعتقلين كما يزعمون.. هؤلاء المرجفون لا يملكون الشجاعة أن يكشفوا عن وجههم القبيح بالدعوة إلى تقديم الأقصى لبناء الهيكل المزعوم لكنهم يجملون دعوتهم بالحرص على حقن الدماء وأن “العين لا تقدر على المخرز وليس بالإمكان سوى الاستسلام”.
منذ فترة وجيزة قرأت لأحد الكتاب المتحولين سياسياً يقول إن مشكلة الفلسطينيين أن بوصلتهم ضائعة ويبسط الأمر بالقول “إذا سقط لأحد ما شيء مهم داخل سور بستان وهذا البستان محاط بسور من الأسلاك الشائكة فالطبيعي في هذه الحالة هو أن يحاول هذا الشخص إيجاد طريقة تمكنه من تخطي السور لكي يصل لغرضه كدق جرس الباب والكلام مع صاحب البيت لأخذ غرضه بسلام أما غير الطبيعي فهو أن يحاول دخول البستان دون أن يكترث بوجود الشريط الشائك”.. فإذا كان الاحتلال يملك السلاح والقوة والدعم الغربي وجاء وسلب حقوقك بالقوة فما عليك سوى التفاوض والتفاوض فقط ولا تفكر بالمواجهة!!.
ما ينادي به “المتحول” سياسياً يأتي في سياق أفكار تروجها أقلام مأجورة ومدفوعة من دول-للأسف-عربية تعمل على تسطيح القضية الفلسطينية وتمييعها ومن ثم وأدها كما وأدت ثورات الربيع العربي فقطار التطبيع الذي ينطلق بسرعة جنونية بلا وعي ولا مكابح سيدهس كل القيم والثوابت ويدخل الكيان “السم” في جسد المنطقة.
محمد مهنا – مقالة رأي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع