“من يخاف من الألم والموت.. سيتألم من الخوف” تلك كلمات “أم سارة” (26 عاماً) من ريف إدلب المحررة لدى سماعها صوت صافرات الإنذار معلنة عن إقلاع الطائرة الروسية من مطار حماه باتجاه المناطق المحررة لإفراغ حمولة الموت التي أثبتت فاعليتها بقتل الأبرياء من المدنيين بشكل جماعي دون تمييز بين كبير أو صغير.
تتابع أم سارة حديثها “الخوف من الطائرات الروسية وخصوصاً أنها تحمل أخطر الأسلحة جعلني أختبئ أنا وصغاري في الطابق السفلي راجية من الله اللطف.. لكن بعد إسقاط القنابل الفوسفورية ومشاهدتي للأضرار الجسيمة التي تحدث حروقاً بالغة في الجسد، يصعب علاجها وتحرق الأخضر واليابس، ومع صمت دولي محزن.. زاد من خوفي ومعاناتي”
قررت روسيا، بعد مضي خمس سنوات على الحرب المستمرة في سوريا، زيادة حجم القوة في تلك الأزمة، بعد إعلان الكرملين منح الرئيس فلاديمير بوتين تفويضاً بنشر قوات عسكرية في سوريا، بعد طلب رأس النظام بشار مساعدة عاجلة من موسكو، وطبعاً التدخل الروسي في سوريا جاء لدعم نظام بات واضحاً أنه يضعف ويخسر وهو يخدم النظام ولا يخدم سوريا، وبتصعيد استخدام الأسلحة المحرمة، يزيد في الدمار والقتل والهجرة.
لا شك كانت سوريا ساحة مهمة لاختبار الطموح الروسي، يكشف “مروان” شاب منشق عن جيش النظام من ريف حمص الشمالي “فقدت كل من أحب من الأهل والجيران .. بلمح البصر عندما أسقطت طائرةُ سوخوي 34 حمولتها المميتة التي أنهت الحياة على كل شيء حولها من البشر والشجر والحجر.. وبات الوضع أشبه بالخيال الذي لا يتصوره العقل”.
يقول “عامر” من ريف حلب ” استيقظت صباح 21 يونيو/حزيران ليس على صوت ألعاب نارية وإنما كانت قنابل فوسفور حارقة، كان الله في عوننا لقد استخدم النظام وحلفاؤه أشد وأخطر الأسلحة لإحداث أكبر كم ممكن من الدمار والهلاك للشعب الذي لم ينتهِ حقد النظام عليه لخروجه عن السيطرة ولسان حالهم يقول ” لن نبقي على أحد.. الموت للجميع”
دمدم الجار أبو مراد “بالأمس قصفونا بالبراميل المتفجرة وتصاعد الحقد لنقصف بالخراطيم المتفجرة التي لم نسمع بها إلا وهي ترمى علينا في حلب التي أظهرتها وسائل الإعلام بواسطة الفيديوهات الملتقطة.. آه واليوم قنابل الفوسفور.. رحمتك يا الله تنجينا منهم ومن فنون أسلحتهم”
لقد حرمت اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، ويعتبر استخدامه جريمة حرب، لكن في سوريا تُنتهك كل الحرمات ولا يمتلك نظام بشار وأعوانه معايير الانسانية.
بصوت حزين يهتف عامر “اللهم نجّنا من الظلم وأرنا بالظالم عجائب قدرتك.. وأللهم أهلنا الصبر على مالا تلاقيه أجساهم الضعيفة”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد