علقت صحيفة كريستيان ساينس مونتر الأميركية على رحلة الرئيس ترمب إلى السعودية وتوقيعه صفقة أسلحة بـ110 مليارات من الدولارات، وقالت إن الصفقة حققت أهدافها فقد استفادت منها الشركات الأميركية، لكن الأهم هو أنها ستقوي المملكة العربية السعودية عسكرياً، وستقوي أيضاً تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة التي أظهرت أنها تقف إلى جانب حلفائها بتوقيعها على الصفقة.
واستقت الصحيفة شهادات عدة خبراء في شؤون الشرق الأوسط من بينهم البروفيسور فواز جرجس -محاضر شؤون الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد- والذي وصف الصفقة بأنها «صفقة القرن»، واعتبر أن صفقة الأسلحة الأميركية مع المملكة لا يتعلق فقط ببيع أسلحة، ولكنه يبين أن الولايات المتحدة ملتزمة بالأمن الاستراتيجي للمنطقة، وأن واشنطن بذلك تتبنى رؤية السعودية تجاه الشرق الأوسط، وخاصة مواجهة إيران والتصدي لنفوذها ومنعها.
وأضاف جرجس أن الولايات المتحدة صارت الآن مشتركة في الحرب الباردة الجارية في المنطقة بين العرب وبين إيران، وسط حروب بالوكالة تُخاض في الشرق الأوسط، أطرافها إيران بأذرعها في اليمن، وسوريا، ولبنان، وبين الأحزاب السُّنِّيَّة.
وأشارت كريستيان ساينس مونتر إلى أن إيران عبّرت عن عدم ارتياحها للقمة الإسلامية العربية الأميركية التي عقدت في الرياض؛ إذ وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني القمة بأنها ليست ذات قيمة سياسية، ولن يكون لها أي نتائج. وأوضحت الصحيفة أن أثر صفقة الأسلحة الأميركية سيظهر أثره فورياً في حرب اليمن؛ حيث تقود السعودية تحالفاً عربياً منذ عامين لضرب جماعة الحوثي المتمردة على حكومة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، الذي طرد من صنعاء ويحاول استعادة الحكم بمساعدة الدول العربية.
وتابعت القول إن السعودية صارت الآن أكثر قوة بعد رحيل إدارة أوباما، ومجيء إدارة ترمب التي صارت تتبنى رؤية المملكة تجاه ما يحدث في اليمن، ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن تجديد ترمب للتحالف مع السعودية معناه أن الجيش الأميركي من المرجح بشكل كبير أن يكثف دعمه العسكري للتحالف العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق النووي الإيراني كان محل خلاف كبير بين إدارة أوباما التي سعت للتقارب مع إيران، وبين القيادة السعودية، التي تعتبر إيران راعية للإرهاب، ولم يكن يجدر بواشنطن التعاون مع طهران مطلقاً؛ لأن هذا التعاون جاء على حساب العرب.
وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي لعبه جارد كشنر ابن زوجة الرئيس ترمب، والذي تدخل شخصياً في صفقة الأسلحة السعودية، وتوسطه لدى شركة لوكهيد مارتن لتخفيض أسعار بعض الأسلحة.
ونقلت الصحيفة عن خبير الأسلحة والإنفاق العسكري بمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي قوله إن دعم أميركا للسعودية بصفقة أسلحة كهذا سيغير ميزان القوى في المنطقة لصالح السعودية ضد عدد من الدول من بينها إيران، بل إن هذه الأسلحة قد تساعد الرياض في هزيمة المتمردين الحوثيين.;
العرب القطرية