الأسد يواصل دور الرئيس الضرورة لسوريا وكأن شيئا لم يكن
يتوقع ان يعمل الرئيس السوري بشار الاسد بعد قسم اليمين لولاية ثالثة الخميس على تكريس صورته كرئيس قوي منتصر في مواجهة معارضة تطالب بإسقاطه منذ ثلاث سنوات، وعلى كسب ود المتعبين من حرب مدمرة والخائفين من تصاعد نفوذ “الدولة الاسلامية”.
ويرى محللون ان الاسد الذي اعيد انتخابه في الثالث من حزيران/يونيو في عملية انتخابية نددت بها المعارضة والامم المتحدة ودول غربية، سيواصل ما بدأه لجهة تقديم نفسه امام الغرب ك”حصن” ضد “الإرهاب” و”الدولة الإسلامية” التي تزرع الرعب منذ فترة في سوريا كما في العراق.
ويقول مدير مركز الابحاث الاستراتيجية في دمشق بسام ابو عبدالله ان مسألة تنحي الاسد “باتت موضوعا منتهيا وساقطا.. حتى الحديث الاميركي في هذا الموضوع انتهى، على الرغم من ان الولايات المتحدة كانت الأكثر تكرارا لهذا الحديث.. (…) في السعودية وقطر انتهى ايضا هذا الحديث.. الجميع في انتظار تسويات كبرى في المنطقة”.
على خط المعارضة، يقول عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار ان “بشار الاسد مستمر في الإيحاء بانه رئيس شرعي على الرغم من كل ما جرى في سوريا، على الرغم من كل الضحايا والمجازر”، مضيفا “انه يتمسك بمظاهر الشرعية” كالانتخابات وقسم اليمين.
ويرى نشار ان الاسد “يريد ان يرسل رسالة مفادها انه لن يتخلى عن السلطة بأي شكل من الأشكال”.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية والاستراتيجية في معهد “ايريس” الفرنسي كريم بيطار من جهته ان الأسد سيستثمر مسألة الخوف من الجهاديين، ويواصل عملياته العسكرية.
ويقول “يأمل بأن تجاوزات الدولة الاسلامية ستساهم في جعله يكسب ود اناس تعبوا من ثلاث سنوات من الحرب”، و”سيواصل الاستثمار في الهاجس الغربي تجاه التطرف الاسلامي ويطرح نفسه شريكا في مكافحة الدولة الاسلامية”.
لكن بيطار يشير الى ان الاسد “سيواصل في الوقت نفسه استراتيجيته في قمع الانتفاضة ضده، عبر تعزيز وجوده وقوته على محاور الطرق الرئيسية والمدن، مع احتمال (…) ان يتخلى عن شرق البلاد” الذي بات في الجزء الاكبر منه تحت سيطرة “الدولة الاسلامية”.
ويرى المحللون ان الاسد، على الرغم مما تبدو عليه الامور حاليا، لن ينجح في اعادة الامور كما كانت عليها قبل بدء النزاع. فتلك الصفحة قد طويت.
ويقول بيطار “اهرقت دماء كثيرة (…).. مهما كانت نجاحاته العسكرية، لن يتمكن من استعادة شرعيته في نظر شريحة واسعة من الشعب.. هذا انتصار على انقاض بلد لن يقبل بالعودة الى الأمر الواقع السابق”.
وحتى في حال نجح الاسد في ارساء حوار ما في الداخل قريبا، يقول سلمان شيخ ان “نهاية النزاع ستستغرق سنة او اثنتين”.
“بيروت – ميدل إيست: