محمد الحمادي – زمان الوصل
* انتقم الأسد بقتل أمه وأخيه وأختيه
*لم يغادر درعا ورفض “التسوية” رغم تهديدات النظام
*والده: “سامحني يا ابني ما قدرنا نأمنلك 1200 دولار لنهربك من أمام عين النظام”
اخترقت رصاصات غادرة مساء الجمعة جسد أحد أبرز الشهود على تعذيب الطفلين “حمزة الخطيب” و”ثامر الشرعي”، اللذين قتلا على يد نظام الأسد في مطلع الثورة السورية عام 2011.
15 رصاصة محشوة بالحقد حكمت على الشاب “إبراهيم الجهماني” بالموت في درعا، وهي المدينة التي رفض أن يغادرها بعد سيطرة النظام عليها، كما رفض الانضمام إلى أي تشكيل عسكري تابع للنظام أو روسيا أو الميليشيات الإيرانية.
وكان “إبراهيم” الشاهد الأكثر حضورا على القنوات العربية للحديث عن الجريمة الأبشع بحق الطفولة، وهو ما دفع النظام لملاحقته والانتقام من أفراد عائلته حيث قتل بسبب شهاداته كل من والدته وشقيقه وشقيقتيه.
وقال الإعلامي “أيمن الجهماني” في منشور على صفحته “فيسبوك”: “ها هو يترجل الفارس.. اغتيال الشاهد الملك على تعذيب ومقتل الطفلين (حمزة الخطيب وثامر الشرعي) تحت التعذيب”.
وأضاف عم المغدور أن “إبراهيم الجهماني الملقب بـ (أبو زكية) أبى إلا أن يكون بين الشباب الثائر في مدينة درعا حاله كحال كل الشرفاء .. لم يكن يخطر بباله ولو للحظة واحدة أن وقوفه مع الحق في وجه الظلم سيخسّره أسرته كاملة بل ويلحق هو بركب الشهداء”.
“زمان الوصل” حاولت الحصول على معلومات أكثر عن ملابسات عملية الاغتيال، فاتصلت مع عم “الشاهد الملك” المحامي “ثامر الجهماني”، إلا أنه اعتذر عن التصريح لأسباب نفسية، معتبرا أن ما نشره شقيقه الصحفي “أيمن” يفي بالغرض.
وأوضح الصحفي “أيمن في منشوره قائلا: “منذ اللحظات الأولى لانطلاقة الثورة السورية وبتاريخ 18/ 03 / 2011 هب (أبو زكية) مع باقي أهل حوران دفاعاً عن أعراض أهل درعا رافضاً المساس بها وكانت الثورة سلمية، لكن أبى النظام السوري إلا أن يحولها إلى دموية .. ذهب (أبو زكية) وحاله كحال بقية أبناء حوران وسوريا ملبياً النداء مدافعاً عن كرامة وشرف سيدات حوران إلى حين تم اعتقاله في اقتحام منطقة البلد بداية عام 2011 .. وتم تحويله إلى المخابرات الجوية بالسومرية وبعد قرابة الشهرين خرج من المعتقل بعد أن كان شاهداً على تعذيب المخابرات الجوية للطفلين (حمزة الخطيب وتامر الشرعى)”.
وتابع العم في رثاء ابن شقيقه: “ظهر (أبو زكية) على وسائل الإعلام العربية مدلياً بما شاهده بأم العين للطفلين الخطيب والشرعى مما أزعج النظام ووضعه هدفاً للتصفية في الشهر الثالث من عام 2013. فجع الشهيد “أبو زكية ” باغتيال شقيقه الأكبر “إلياس” في محاولة اغتيال كانت تستهدفه نفسه، ولم تمضِ إلا أشهر معدودة حتى أقدم النظام على اعتقال والدته وشقيقتيه محاولاً مقايضتهن بـ”أبو زكية”، ولكن لم تكن المدة طويلة، حيث وأواخر الشهر الثامن من عام 2013 أقدم النظام على تصفية الوالدة والشقيقات”.
وقال: “لم ينضوِ (أبو زكية) تحت أي مسمى عسكري كان تم استهدافه بعد ذلك عدة مرات وكان ذلك قبل أن يقوم قادة من الجيش الحر ببيع دماء الشهداء وتسليم رقاب الشرفاء ممن رفض التسوية للنظام على طبق من ذهب. اليوم استيقظ “أبو زكية” باكراً توضأ وقرأ سورة الكهف وبعدها اتجه مغادراً منزله باتجاه المسجد لأداء فرض الجمعة .. وفي الطريق وبالتحديد عند دوار “حي الكرك” المعروف بشهامة واستبسال أبناء منطقته طالته يد الغدر يد آثمة قذرة جندها النظام لاغتيال الشرفاء من أبناء سوريا ممن رفضوا أن يعودوا عبيداً كغيرهم من أبناء سوريا مطلقة عليه خمسة عشر طلقة من سلاح رشاش لتستقر هذه الطلقات في جسده الطاهر معلنةً ارتقاء الشهيد “إبراهيم الجهماني أبو زكية” إلى جوار الرحمن الذي لا يظلم عنده أحد”.
وختم العم نعوته: “يعتقد النظام أنه إذا استهدف أحد الشرفاء قد يخرس كلمة الحق ولكنه لا يعلم أن مقابل كل شهيد سيبزغ مليون شهيد لحمل الراية والانتقام”.
ونشر والد “أبو زكية” قائلا: ” الله معك يا ابراهيم.. سامحني يا ابني ما قدرنا نأمنلك 1200 دولار لنهربك من أمام عين النظام”.
انتبه الصورة أدناه قاسية جدا لجثة الخطيب….
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 940x705px. |