أولمبياد درعا بدأ بغير ما تشتهي سفن النظام ولاعبيه الإقليميين والدوليين .. فبعد رفض الأهالي في درعا لمسرحية الأسد الانتخابية الهزلية، وتجرّئهم عليه برفع شعارات الثورة مجدداً، بيّت النظام كعادته نيّة نقض العهود والمواثيق التي عقدها بوجود الضامن الروسي، من أجل الانقضاض على المناطق الثائرة والرافضة لسيطرته.
فحاصر درعا وقطع عنها أسباب الحياة وجمع عدده وعتاده من الفرقة الرابعة والخامسة والتاسعة والمخابرات العسكرية وسلمها للعميد غياث دلا، قائد فوج الغيث المعاقب دوليا لدوره الإجرامي، وكانت أبواق النظام الإعلامية تروّج لضربة حاسمة يسطرها، كما يقولون، بواسل الجيش المغوار الذي يتباهى عناصره، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالأسلحة والإمدادات العسكرية الضخمة التي يستقدمونها، ويقسمون بالروح والدم على فداء آل الأسد من بشار وماهر.
لكن ما إن بدأت فعاليات الأولمبياد مع أول رصاصة تطلق إلا وكان هؤلاء (الجنود البواسل) محشورين في زرائب الحيوانات أسرى بيد الثوار يشاركونهم مرغمين (أهزوجة لعن روح حافظ ) ..
الثوار أسقطوا حواجز النظام بسرعة وسجلوا رقما قياسيا بلغ العشرات في يوم واحد، بما تحويه من عناصر وأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وأعادوا الثورة الى سيرتها الأولى.
حالة الفشل والإحباط دفعت النظام لقصف بلدات درعا بصواريخ الفيل والمدفعية والهاون، وأوقع عددا من الشهداء والجرحى المدنيين.
ثم عاد النظام بعد فشله لأسلوبه القديم بالمراوغة والمماطلة، وقدم عروضاً منها إقامة نقاط عسكرية داخل أحياء درعا البلد الأمر الذي رفضه الثوار.
هجوم النظام على درعا كشف لكل الثوار في سوريا أن الضامن الروسي هو متواطئ كاذب كما هو نظام الأسد، لا يؤمَن جانبه ولا يمكن حمل مواثيقه ومعاهداته على محمل الجد، وأن المصالحات هي وقت إضافي يُعطى للنظام حتى يسترجع فيها قوته وينقض من جديد.
درعا كشفت أيضاً كم هو هزيلٌ اللاعب الأسدي في الأولمبياد، وكم هي متواضعة نتائجه وقدراته.
فهو يشارك بالمنشطات الروسية والإيرانية وحقن الصمود والتصدي التي يعطيها لجنوده، والذين يكتشفون متأخرين، وهم في قبضة الثوار، أن الأسد خرج من الأولمبياد مع أول صافرة للحكم .
محمد الحلبي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع