وثّق المركز السوري للحريات الصحفية مقتل 52 صحفيا وناشطا إعلاميا في سوريا خلال عام 2016، ما يرفع عدد ضحايا الإعلام في سوريا منذ انطلاق الثورة في آذار/ مارس 2011 إلى 379 قتيلا، وفق أرقام المركز التابع لرابطة الصحفيين السوريين.
وجاء التقرير لهذا العام بعنوان: “حلب رمز المعاناة الإنسانية”، وهو يرصد “كل الانتهاكات التي تطال الصحفيين والمواطنين الصحفيين والمراكز الإعلامية في سوريا”، بحسب القائمين على التقرير.
ويأتي إصدار التقرير السنوي تزامنا مع ذكرى تأسيس رابطة الصحفيين السوريين، التي أعلن عنها في 20 شباط/ فبراير لعام 2012، ومع اقتراب الذكرى السنوية السادسة لانطلاق الثورة السورية.
وفي المجمل، فقد سجل المركز 183 انتهاكا بحق الصحفيين ووسائل الإعلام في سوريا خلال الفترة ذاتها، ليرتفع بذلك عدد الانتهاكات ضد الإعلام منذ آذار/ مارس 2011 إلى 784 انتهاكا مختلفا.
وأكد التقرير أن النظام السوري يتصدر قائمة المسؤولين عن الانتهاكات، خلال عام 2016، مع 86 انتهاكا، تلاه “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي، بـ23 انتهاكا، ثم تنظيم الدولة الذي ارتكب 20 انتهاكا، في حين ارتكبت جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) و”جيش الفتح” 15 انتهاكا، أما روسيا فقد ارتكبت 8 انتهاكات، ولم يتم التعرف على المسؤولين عن ارتكاب 17 انتهاكا آخر، بحسب التقرير الذي يضم قوائم أسماء وجداول ورسوم توضيحية وصور.
وكانت حلب الأكثر تعرضا للانتهاكات، وللسنة الثالثة على التوالي حيث شهدت 78 انتهاكا، تلاها محافظة الحسكة بـ22 انتهاكا، وإدلب 20 انتهاكا، وريف دمشق بـ19 انتهاكا.
ووثق التقرير تعرض 19 مركزا ومكتبا ووسيلة إعلامية لانتهاكات مختلفة خلال عام 2016، تتراوح بين عمليات قصف، وحرق صحف ومنع أُخرى من التوزيع، ومنع وسائل إعلام من التغطية.
وشدد المركز على “صعوبة الوصول إلى جميع الانتهاكات نتيجة الوضع الصعب الذي يعمل في ظله الإعلاميون في سوريا”، داعيا إلى “احترام حرية العمل الإعلامي في سوريا، والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الانتهاكات” كما طالب “مختلف الأطراف، والجهات الدولية المعنية بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحقهم، والعمل على الدفاع عنهم وعن حرية الصحافة وحق نقل المعلومات في سوريا”.
من جهته، قال مدير المركز إبراهيم حسين، لـ”عربي21″، إن “الإحصائيات التي وردت في تقريرنا السنوي، والتي تبين حجم الانتهاكات المرتكبه بحق الإعلام في سوريا، توضح دون شك أن النظام السوري لا يزال العدو الأول لحرية الإعلام، وبفارق كبير جدا عن سواه من الجهات التي تشاركه في ارتكاب الانتهاكات”.
وأضاف: “ما لاحظناه خلال العام الفائت، أن النظام كان مسؤولا عن قتل أكثر من 50 في المئة من الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم في سوريا، لكن اسمه غاب عن قائمة الجهات المسؤوله عن اعتقال أو احتجاز الصحفيين”، وهو ما فسره حسين بأن نظام بشار الأسد “تمكن بشكل كلي من قمع كل الأصوات المخالفه، أو التي لا تسير في فلك سياساته في المناطق التي يسيطر عليها، بينما يعتمد آليات القتل الممنهج للقضاء على الإعلاميين الذين يعملون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة”. وذكر أن المركز بصدد إعداد قائمة بالصحفيين المعتقلين في سجون النظام السوري.
وأوضح حسين أن المركز السوري للحريات الصحفي،ة “تنبع أهميته من أنه الجهة السورية الوحيدة المتخصصة بشكل كامل في مراقبة الحريات الإعلاميه في سوريا، وتوثيق الانتهاكات التي تقع بحق الإعلاميين والمراكز الإعلامية فيها”، على حد قوله.
وأشار إلى أن “للمركز معايير وآليات يستند إليها في أثناء التوثيق؛ تتوافق مع المعايير الدولية المعتمدة من قبل المنظمات الحقوقية، ولذلك فإننا نستبعد من قائمة توثيقاتنا أي انتهاك قد يدور حوله شبهة، وخاصة إن كانت الضحية من حملة السلاح، أو ألا يكون الانتهاك الذي يتعرض له الصحفي بسبب عمله الإعلامي أو في معرض قيامه بهذا العمل”، معربا عن أمله في أن تكون التقارير التي يصدرها المركز “مصدرا موثوقا لوسائل الإعلام وللمنظمات المعنية”، كما قال لـ”عربي21”.
ويشار إلى أن رابطة الصحفيين السوريين منذ تأسيسها، في شباط/ فبراير 2012، تقوم بتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والمواطنون الصحفيون في سوريا. وقد بدأت لجنة الحريات الصحفية في الرابطة منذ حزيران/ يونيو من العام ذاته بإصدار تقارير شهرية عن تلك الانتهاكات. ثم تابع المركز السوري للحريات الصحفية، الذي أسسته الرابطة في حزيران/ يونيو 2014، عملية التوثيق وإصدار التقارير الشهرية والسنوية.