مع دخول اتفاق وقف الاعمال العدائية يومه الرابع على الرغم من الخروقات المحدودة، وعد الرئيس السوري بشار الاسد بالعمل على انجاح الهدنة، مشيرا في الوقت ذاته الى ان هناك حدودا لضبط النفس.
وقال الاسد في مقابلة مع التلفزيون الالماني ردا على سؤال عما سيفعل والحكومة السورية لجعل وقف اطلاق النار مستقرا، “ان الارهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الاولى. نحن، كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله”، مستطردا “لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الاخر”.
واضاف الاسد انه سيفعل ما هو منوط به “من اجل انجاح كل ذلك”. كما اقترح على مقاتلي الفصائل “العفو الكامل” مقابل “التخلي عن السلاح”.
وكرر الاسد ان تنحيه مرتبط ب”ارادة الشعب السوري” مؤكدا ان هذا الموضوع “شأن سوري فحسب وليس جزءا من اي خطة” دولية لحل النزاع. ولا يزال وقف اطلاق النار صامدا عموما في يومه الرابع بالرغم من اتهامات متبادلة بخرقه.
واستغل معارضون فرصة الهدوء ليتظاهروا في مدن طالما تعرضت للقصف، رفضا لنظام الرئيس بشار الاسد. وخرج العشرات في بلدة داريا جنوب دمشق وحملوا لافتات كتب على احداها “داريا لن تركع″، وفق ما قال ناشط في البلدة لفرانس برس.
وفي حي الشعار في الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب تظاهر العشرات ورفعوا لافتات كتب على احداها “الشعب يريد اسقاط النظام”.
ويستثني اتفاق وقف الاعمال العدائية تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على اكثر من نصف الاراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان لضربات قوات النظام وروسيا او التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتقتصر المناطق المعنية بالاتفاق على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.
وعقدت مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار الاثنين اجتماعا لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، من دون اصدار اي بيان رسمي.
– توثيق الخروقات-
ووثقت وزارة الدفاع الروسية 15 خرقا لوقف اطلاق النار خلال الساعات الـ24 الماضية غالبيتها في دمشق وريفها ومحافظات حلب وحمص واللاذقية.
وكانت موسكو تحدثت عن “تسجيل سبعة انتهاكات”، فيما اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية انها سجلت اربعة انتهاكات لقوات النظام في درعا واثنين من الطيران الروسي في حماة.
وافادت موسكو ان قصفا مدفعيا استهدف المقاتلين الاكراد والجيش السوري في الاحياء الشمالية الغربية في مدينة حلب.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن اشتباكات استمرت حوالى ساعة ليل الاثنين الثلاثاء بين قوات النظام السوري والفصائل الاسلامية والمقاتلة في حي سليمان الحلبي في مدينة حلب.
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام من جهة والفصائل المقاتلة من جهة اخرى في محيط قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، وفق المرصد السوري. وواصلت طائرات حربية يرجح انها روسية، بحسب المرصد، منذ الاثنين تنفيذ غارات عدة على القرية.
وانعكس سريان الهدنة انخفاضا في حصيلة القتلى اليومية، اذ احصى المرصد مقتل اربعين شخصا من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والاحد في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، من دون احصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصا يوم الجمعة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وللمرة الاولى بعد سريان الهدنة، دخلت قافلة مساعدات غير غذائية الاثنين الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق الاثنين. ومن المفترض ان تدخل قافلة ثانية الاربعاء الى كفر بطنا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
في جنيف، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى اغلاق الحدود السورية مع تركيا لقطع الامدادات على “الارهابيين”. وقال لافروف امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة “بالطبع لا يوجد مكان للارهابيين او المتطرفين في اتفاقيات وقف اطلاق النار او في عملية التسوية السياسية”، مضيفا “من المهم للغاية قطع امدادات الارهابيين التي تاتي من الخارج. ولتحقيق هذا الهدف يجب اغلاق الحدود السورية التركية لان العصابات تتلقى الاسلحة عبر هذه الحدود وضمنها برفقة قوافل المساعدات الانسانية”.
في بيروت، اعرب حسن نصرالله الامين العام لحزب الله الذي يقاتل الى جانب قوات النظام عن سروره بالهدنة وقال في خطاب عبر قناة المنار التابعة للحزب مساء “نحن سعداء بوقف إطلاق النار، نحن سعداء بالهدنة وان شاء الله الهدنة تستمر وتذهب الأمور الى الحل السياسي”.
من جهته، انتقد نائب رئيس الوزراء التركي يلتشين اكدوغان الاستراتيجية الاميركية في سوريا، داعيا الاميركيين في مقابلة مع فرانس برس الى “ان يكفوا عن الثقة بمجموعة ارهابية صغيرة”، في اشارة الى وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على قسم كبير من شمال سوريا الحدودي مع تركيا وتشكل راس حربة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي واشنطن، اتهم قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال الاميركي فيليب بريدلوف موسكو ودمشق بتعمد استخدام ازمة اللاجئين الهاربين من سوريا “كسلاح” لزعزعة استقرار اوروبا.
القدس العربي – وكالات