قطعت سبع دول من بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع النظام القطري الغني بالطاقة في مطلع الشهر الحالي، متهمة إياه بدعم طهران والجماعات الإسلامية، مثل حركة الإخوان المسلمين التي لا تتبنى العنف. وردت قطر بأنها لا تدعم الإرهاب، وأن الخلاف الدبلوماسى يقوم على أساس “ادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
ووفقا لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء، تواجه الدوحة في الوقت الراهن أزمة اقتصادية حادة؛ لأنها تعتمد على الجيران الخليجيين في 80 في المائة من وارداتها الغذائية.
وقال أمين سايكال، مدير مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن قطر ستبحث عن أصدقاء آخرين للتخفيف من عزلتها الاقتصادية. وأضاف “أن بإمكان الدوحة تسريع علاقتها مع تركيا وايران اللذين قالا بالفعل إنهما سعداء بمساعدة قطر للتخفيف من حدة المقاطعة.”
وقال وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أوغلو، إن أنقرة مستعدة للمساعدة في حل النزاع، بينما عرض المسؤولون الايرانيون إرسال الغذاء إلى قطر بحرا.
ورأى محللون في موقع أوراسيا في تقرير في مطلع الأسبوع أن على الدوحة أن تغير موقفها وتحالفاتها السياسية الخارجية بشكل واضح… مشيرين إلى إن ضغط التحالف العربي على القيادة القطرية يمكن أن يدفعها إلى للبحث عن علاقات أوثق مع إيران وتركيا. ونتيجة لذلك يمكن إن تترك قطر عضوية مجلس التعاون الخليجي.
تنظر غالبية الحكومات العربية منذ زمن طويل إلى إيران بوصفها خصما، وفي عام 2016، استدعت الدوحة سفيرها لدى طهران في خضم خلاف كبير بين الرياض وطهران. على أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بدأ في الأشهر الأخيرة في معارضة رغبة الرياض، حيث أعرب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في الأسبوع الماضي عن أمله في تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وعلاوة على ذلك تتقاسم قطر وإيران أيضا إدارة حقل الشمال في الخليج العربي أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم.
لكن إذا تعاون آل ثاني مع الرئيس التركي، طيب أردوغان، والرئيس الإيراني وروحاني، كما هو متوقع، فإن ذلك قد يزيد من حدة التوترات الإقليمية.
ويذكر تقرير أوروآسيا أن “الجهود الدبلوماسية التركية مع الرياض ستواجه تحديات؛ لأن أنقرة والرياض ستكافحان من أجل إيجاد أرضية مشتركة حول قضية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، حيث إن حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) ينسجم تماما مع الدوحة في هذه النقطة”.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تؤثر الروابط الودية بين الدوحة وطهران على تحالف آل ثاني مع واشنطن. وفي هذا الصدد يقول أمين سايكال “إن ذلك سيضع الولايات المتحدة فى مأزق خطير؛ لأن الولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية كبيرة فى قطر ولكنها فى نفس الوقت ترغب فى الحفاظ على علاقات وثيقة مع السعودية”. وتستضيف القاعدة الجوية في قطر 11 ألف موظف أمريكي وهي واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
من جانبها تتطلع طهران أيضا إلى الاستفادة استراتيجيا من سقوط الخليج. أعربت إيران عن قلقها ازاء إقامة “حلف ناتو عربي” حيث يسعى الرئيس، دونالد ترامب إلى توحيد الدول الإسلامية ضد طهران. ويرى أحمد مجديار الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن الخلاف السعودي- القطري الحالي مريح لطهران.
خلال زيارته للرياض الشهر الماضي، حث الرئيس الأمريكي الحكومات العربية على عزل إيران، وقال إنها دولة “غذت حرائق الصراع الطائفي والإرهاب”، داعيا الدول الإسلامية إلى مكافحة الإرهاب – وهو تصريح يعتقد الكثيرون أنه ساعد على إثارة أزمة الخليج الحالية.
ويشير الباحث مجديار إلى أن طهران “ترى أن التوتر المتزايد بين قطر وغيرها من القوى العربية والإقليمية يشكل فرصة لإضعاف مجلس التعاون الخليجي والتحالف الأمريكي العربي الذي تم إنشاؤه خلال رحلة ترامب الأخيرة إلى الرياض لمحاربة الإرهاب، ومواجهة إيران ووكلائها في المنطقة.”
وأضاف أن وسائل الإعلام الإيرانية تحث حكومة روحاني على استغلال التنافس العربي من أجل إضعاف التحالف المناهض لإيران.
ومهما يكن الأمر، فقد يكون من السابق لأوانه الانتقال إلى الاستنتاجات، ذلك أن الرياض والدوحة سبق أن حلتا النزاعات السابقة بينهما من خلال الحوار.