وصلت تداعيات حادثة اعتقال ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” للطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى وسائل الإعلام الأردنية، حيث دعت القوات المسلحة الأردنية مختلف وسائل الإعلام إلى عدم نشر أي معلومات تمس بالأمن الوطني، مطالبة إياها بـ”التعامل بكل مسؤولية مع حادثة سقوط الطائرة العسكرية الأردنية وأن تراعي مشاعر ذوي الطيار”.
وكان “تنظيم الدولة” أعلن الأربعاء الفائت عن إسقاط طائرة الكساسبة في محافظة الرقة، أثناء تحليقه في سماء المحافظة ضمن سلسلة الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم في سورية والعراق.
وأصدر النائب العام الأردني قراراً يقضي بحظر نشر أي أخبار أو صور يبثها “تنظيم الدولة” “من شأنها الإساءة للطيار الأسير”، وجاء في بيان صادر عنه أنه “يحظر نشر أي تحليلات عسكرية تخص القوات المسلحة الأردنية بهذا الشأن وذلك تحت طائلة المسؤولية”.
وعللت الأردن قرارها هذا بأن القوات المسلحة ستزود وسائل الإعلام بكل ما يستجد من معلومات حول قضية الكساسبة، ويرى محللون أن هذه الإجراءات تظهر خشية المملكة الأردنية من تداعيات اعتقال الكساسبة، والخوف من مصير أسوأ قد ينتظره.
وفيما ينتظر الشارع الأردني الكشف عن مصير الكساسبة، يعيش اللاجئون السوريون في الأردن حالة ترقب وخوف من ردات فعل الشارع الأردني التي بدأت بالظهور منذ بداية نشر أخبار اعتقال الكساسبة.
“محمد” أحد اللاجئين السوريين في الأردن تحدث لـ”السورية نت” عن ردات الفعل المتباينة في الشارع الأردني حيال السوريين بعد اعتقال الكساسبة، وأوضح أن بعض الأردنيين يحملون السوريين مسؤولية ما حصل، وقال: “يعتقدون وكأننا نحن السوريون في الأردن من أسقطنا طائرة الكساسبة”.
وذكر أحمد موقفاً من توتر الشارع الأردني اتجاه السوريين، وقال: “أعرف شخصاً سورياً يعمل في محل لبيع الهواتف المحمولة، جاره الأردني قال له لا تكلمني حتى يعود معاذ الكساسبة”، وأشار أحمد من خلال مشاهداته إلى أن بعض الأردنيين يرغبون في خروج السوريين من أراضيهم، وهو ما يشكل خوفاً لدى السوريين خصوصاً إذا ما قرر “تنظيم الدولة” إعدام الكساسبة.
وتبدو آراء الأردنيين وموافقهم من تحميل السوريين مسؤولية الكساسبة متفاوتة، وانعكس هذا على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي حين هاجم بعضهم السوريين ووجهوا لهم الشتائم، أبدى بعضهم الآخر تعاطفه مع اللاجئين، رافضين تحميلهم مسؤولية اعتقال الكساسبة، ولفت اللاجئ محمد إلى وجود تعاطف بين صفوف السوريين مع الطيار الكساسبة.