عادت الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية للأردن تزداد سخونةً وتوتراً، من خلال ما أعلنته القوات المسلحة الأردنية من وجود نحو 64 ألف سوري عالقين حالياً على الحدود الأردنية – السورية، بعد موجة العنف الأخيرة في مدينة حلب شمالي سوريا.
ومع دخول الهدنة التي أعلنتها روسيا مؤخراً في مدينة حلب فإن المتوقع نزوح الآلاف من المدنيين السوريين إلى المناطق الحدودية للأردن، إلا أن الأخيرة تفرض إجراءاتٍ أمنية مشددةً على دخول اللاجئين السوريين؛ “خشيةً من تسلل عناصر تنظيم “الدولة” في صفوف اللاجئين”، على ما تقول عمان، ما يعني بالضرورة تكدس عشرات الآلاف منهم على الحدود.
– إجراءات أمنية غير مسبوقة
وبحسب المعلومات التي حصل “الخليج أونلاين” عليها، فإن الجهات الأمنية تتخذ إجراءاتٍ أمنية مشددة في منطقتي الركبان والحدلات قرب الحدود مع سوريا، وهي المناطق التي وصلها ما يقرب من 6 آلاف لاجئٍ سوري قادمين من مدينة حلب المنكوبة، التي شهدت مؤخراً قصفاً جوياً بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران الروسي ونظام الأسد، ما أدى إلى مقتل العشرات وتهجير الآلاف.
– اللجوء .. من حلب للأردن
ونتيجة سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من الحدود التركية – السورية، من جانب، وسيطرة عناصر نظام الأسد على الجزء الشمالي لحلب من جانب آخر، فإن أعداداً كبيرةً من النازحين السوريين تلجأ إلى مساعدة المهربين الذين يتقاضون مبالغ كبيرة تصل إلى 200 دولار للشخص الواحد، تقوم على تهريب النازحين إلى الحدود الأردنية مشياً على الأقدام لمئات الكيلومترات، للوصول إلى الساتر الترابي الذي وضعته القوات المسلحة الأردنية في المناطق الفاصلة ما بين الحدود الأردنية – السورية”.
وأكد أحد النازحين السوريين من الذين وصلوا الأردن، لمراسل “الخليج أونلاين”، أن “رحلة الخروج من حلب باتجاه الأردن محفوفةٌ بكثير من المخاطر يجبر خلالها اللاجئون على دفع كثير من الرشاوى عند نقاط التفتيش المسلحة والمنتشرة على طول الحدود، وفي المدن السورية التي يكون خط سيرهم قريباً منها، من بينها الرقة ودير الزور، فيما يتخذ اللاجئون الطريق الصحراوي الموازي للحدود العراقية – السورية القريبة من الأردن.
وتتخوف السلطات الأردنية من تسلل عناصر “تنظيم الدولة”، إلى داخل الأراضي الأردنية؛ وذلك لما تولَّد من قناعة لدى الأجهزة الأمنية الأردنية بوجود نحو 2000 مقاتل يتبعون تنظيم الدولة ممن يحاولون دخول المملكة الأردنية، ويوجدون على الحدود السورية الأردنية.
ويتخوف الجانب الرسمي الأردني من تهديدات محتملة على أبراج المراقبة الحدودية، واستخدام الأحزمة الناسفة، وتهريب مواد بيولوجية وكيميائية، وإطلاق صواريخ عن بعد ضد الأهداف الحيوية الاستراتيجية للأردن، مثل محطة الغاز أو معبر الكرامة.
الخبير العسكري الأردني مأمون أبو نوار، قال لـ”الخليج أونلاين”: إن “مهمة الجيش الأردني على الحدود الأردنية – السورية يجب أن تتكثف في مثل هذه الظروف لحماية الحدود ومنع تهريب الأسلحة، وصد أي محاولة لنقل الفوضى من سوريا إلى الأراضي الأردنية”، مشيراً في السياق ذاته إلى أن “الجيش الأردني لا يمكنه التزام الصمت في حال مست سيادة أراضيه”.
وقال: “نتيجة عدم وجود منطقة حدودية عازلة فإن التوتر على الحدود سيبقى مستمراً، واحتمالات المواجهة ممكنة، والمطلوب الحيطة والحذر دائماً”.
وبحسب الأمم المتحدة، هناك نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن، في حين تقول السلطات إن المملكة تستضيف نحو 1.4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في مارس/آذار 2011.
– أنفاق عثمانية للتهريب
إلى ذلك، كشف قائد قوات حرس الحدود، العميد الركن صابر طه المهايرة، إحباط عمليات تهريب للمخدرات من خلال الأنفاق العثمانية الموجودة على الحدود الأردنية السورية، على امتداد 100 متر، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها القيادة العامة للقوات المسلحة، وجود أنفاق حدودية بين المملكة وسوريا، التي يتم من خلالها أغلب عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات إلى المملكة.
وقدر ما ضبطته قوات حرس الحدود من مخدرات كانت في طريقها إلى المملكة من الجانب السوري، بأكثر من 3.5 طن من المواد المخدرة، و44 كيلوغراماً من الهروين، و68 حالة تهريب منذ بداية العام الحالي.
والأنفاق العثمانية تم حفرها إبان حكم الدولة العثمانية لبلاد الشام، وهي عدة أنفاق كبيرة وممتدة على الحدود السورية الأردنية، وبدأت بعض جماعات التهريب بالاستفادة منها عبر إدخال المخدرات والأسلحة من خلالها من الأراضي السورية وإليها.الخليج ا اونلاين