قام ناشطون وفنانون في مخيم الشهيد عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين (100 كيلو شمال العاصمة عمان)، صباح الأحد، برسم شعارات وطنية تتعلق بالقضية الفلسطينية، على جدران المنازل والمحلات المخيم ردا على قيام وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بطمس رسومات فلسطينية كان فنانون قد رسموها على سور المدرسة التابعة للوكالة.
وأطلق ناشطون في المخيم مبادرة تحت اسم (ارسم فلسطين على جدران المخيم)، في محاولة لإبقاء الرموز الفلسطينية، حاضرة في أذهان جيل ما بعد النكبة وخصوصا الأطفال منهم.
وتطوع العشرات في المبادرة التي شملت فنانين وفنانات من خارج المخيم، رسموا على جدران بعض المراكز الثقافية والمحلات التجارية صورا تعبر عن فلسطين والتمسك بحق العودة.
ويقول المتطوع في المبادرة عزام أبو ملوح، إن “المبادرة تأتي ردا على الوكالة التي أزالت أسماء المدن الفلسطينية وصورة لخارطة فلسطين عن أسوار المدرسة، بعد أن كان أبناء المخيم تطوعوا ورسموها”.
ويضيف في حديث لـ”عربي21“: “نحن في مخيم الشهيد عزمي المفتي، قضيتنا المركزية هي حق العودة، ورفض الوطن البديل، والخيار الأردني، وأي مشروع له علاقة بتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي سنعود ونرسم في الشوارع لتذكير الصغار عندما يذهبون ويعودون من المدرسة بقضيتهم ووطنهم فلسطين وإبراز الشعارات الوطنية التي تجمع الشعب الفلسطيني”.
إقرأ ايضا: فلسطين في المناهج الأردنية.. من يدير معركة الوعي؟
وعن الرسومات المختارة ودلاتها، يبين أبو ملوح أن “المبادرة شعبية ولا تتبع لأي جهة، ويشارك بها من يريد، حتى ثمن الطلاء، اشتراه أهالي المخيم على نفقتهم الخاصة، واختاروا رسومات توافقية لجميع الشعب الفلسطيني، ولن تعكس هذه الرسوم أي انتماء سياسي، بقدر ما هي تشير إلى القضية الفلسطينية”.
ويشير الناشط أبو ملوح أن “وفدا من المخيم تواصل مع القائمين على الوكالة، وسلمهم وثيقة احتجاج على إيقاع عقوبات بحق معلمين عبروا عن مواقف تتعلق بالقضية الفلسطينية سواء بشكل شخصي أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.
وتحولت المبادرة إلى “كرنفال” وطني، صدحت فيه الأغاني الوطنية الفلسطينية، إلى جانب تهافت أهالي المخيم لتقديم الخدمات من طعام وشراب للرسامين والرسامات الذين تطوعوا “دعما للقضية الفلسطينية” كما تقول الرسامة، تيما أبو هيفاء.
ويسعى القائمون على المبادرة لأن تكون هذه الرسومات نواة لعمل أوسع في الأيام القادمة يشمل الرسم على المنازل الداخلية في المخيم، وعلى واجهات المحلات التجارية، ليعقبها فيما بعد حملة لتغيير أسماء المحلات التجارية أسماء ذات دلالة وطنية ترمز إلى فلسطين والمدن التي هجر منها اللاجئين في عام 1948 وعام 1967.
إقرأ ايضا: لاجئون يعجزون عن الذهاب لفلسطين فيجذبونها إليهم
ويقطن في الأردن بحسب إحصائيات الأونروا أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين يقيمون داخل 10 مخيمات تعترف بها المنظمة الدولية و 3 غير معترف بها، وحسب التصنيف الدولي هناك قسمين من فلسطيني الشتات فمنهم ما يطلق عليهم اسم لاجئون عام 1948، وهناك النازحون الذين نزحوا نتيجة حرب 1967 وجميعهم يستفيدون من خدمات الوكالة.
بدورها علقت مصادر في الأونروا لـ”عربي21“، ردا على المبادرة، إن الرسومات الجديدة التي تم رسمها على سور المدرسة ذات دلالة تتعلق بالعلم والتعليم والطلاب، وذات مضمون هادف”.
وبحسب ما جاء على موقعها الالكتروني، تطبق الوكالة الدولية ما تقول إنها “سياسة الحياد”، وبناء على ذلك تحظر على العاملين فيها المشاركة في أي نشاط سياسي “يتعارض أو ينعكس سلبا مع الوظيفّية”، مثل الانتساب للأحزاب السياسية، أو العضوية في أي لجنة سياسية، أو قبول أو التماس أي مساهمات مالية لأغراض سياسية، أو الشروع في أو التوقيع على عرائض تنطوي على مرشحين سياسيين أو قضايا سياسية، كلها أمثلة على ما يعتبر تصرف غير سوي لموظفي الوكالة.
عربي 21