رفع الأذان ظهر أمس الجمعة للمرة الأولى في مسجد “دار السلام” بالعاصمة الألمانية برلين ضمن مبادرة سمحت بها السلطات هناك لـ”تعزيز التضامن” في ظل تفشي وباء كورونا في البلاد.
وحسب إدارة المسجد سيستمر رفع الأذان في المسجد بشكل يومي بالتزامن مع دق ناقوس “كنيسة الجليل” في حي النيوكولون -الذي تتركز فيه الجالية العربية والمسلمة- عند السادسة مساء بتوقيت برلين، وحتى انتهاء أزمة كورونا.
وقال إمام المسجد محمد صبري طه إن المبادرة “تأتي في وقت عصيب نمر به جراء وباء كورونا، مما جعلنا نوحد النداءات للصلوات للمؤمنين الذين يلجؤون إليها في هذه الأوقات، ولإعطائهم إشارة بالثقة الكبيرة في الله”.
واعتبر أن لهذا الأمر”تأثيرا إيجابيا بحكم التفاعل الذي شاهدناه من قبل المسلمين بالمدينة واشتياقهم لسماع الأذان الذي يعطيهم الشعور بالراحة والطمأنينة”.
ولفت طه إلى أن الجائحة التي أصابت ألمانيا والعالم “انعكست إيجابيا على تقريب الناس بعضهم لبعض وقوّت من تفهمهم لبعضهم لا سيما أولئك الذين لم يكونوا ليقبلوا بعضهم من قبل”.
وبخصوص الألمان من غير المسلمين، قال إن “غالبيتهم يعرفون كلمات الأذان الموجودة في اللغة الألمانية، وسيكون لديهم تقبل للأمر واستئناس وشعور بالراحة والأمان بتقرب الناس إلى ربهم، كل حسب معتقداته”.
أما عضو المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا صديق الموصلي فقال إن “رفع الأذان في عشرات المساجد بمدن ألمانية وأوروبية جاء ضمن مبادرات محلية فرضها فيروس كورونا بخلق حالة نفسية جعلت الناس بحاجة لبعضهم بعضا مما أدى إلى نجاحها بعيدا عن الإجراءات المعقدة التي تفرضها البيروقراطيات”.
وأضاف أن هناك جاليات مسلمة كبيرة في أوروبا حيث “سمحت السلطات لهم برفع الأذان لكي تعطيهم نوعا من الراحة النفسية في ظل تفشي وباء كورونا”، ورجح أن تتطور هذه المبادرات في ألمانيا “لتأخذ شكلا أكبر مما عليه.. ربما، نقل الأذان وخطبة الجمعة في التلفزيونات الأوروبية”.
وانتقد الموصلي “أولئك الذين اعتبروا رفع الأذان فتحا مبينا أو نصرا عظيما”، داعيا إياهم إلى “التعامل بواقعية”.
وبينما لم تعلق أي جهة ألمانية رسمية على رفع الأذان، قوبل الأمر بانتقادات اليمينيين المتطرفين عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، مدعين أن المسلمين “استغلوا حالة الفوضى في زمن كورونا”.
وحسب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فإن برلين ليست المدينة الأولى التي يرفع فيها الأذان بألمانيا، حيث صدح نحو 20 مسجدا بمدن ألمانية مختلفة بالأذان انطلاقا من مدينة ديسبورغ، كما رفع الأذان في عشرات المساجد الأوروبية الأخرى في دول مثل إسبانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا.
نقلا عن الجزيرة