الأخضر الإبراهيمي ولد في 1 يناير 1934، سياسي ودبلماسي جزائري ، كان وزيرا للخارجية بين عامي 1991-1993 كما كان مبعوثا للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق ومؤخرا عين مبعوثا مشتركا للجامعة العربية والأمم المتحدة على سوريا عام 2012، بهدف إيجاد حل لسفك الدماء إنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ قرابة الأربع سنوات،خلفا للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان.
وفي آخر لقاء للإبراهيمي مع أحد القنوات التلفزيونية حول الشأن السوري ، ونظرته للأمور بعد إستقالته كمبعوث لحل الأزمة السورية، حيث كان مطلعا على الأمور عن كثب سواء من جهة النظام أو من جهة المعارضة.
يجيب الإبراهيمي عن الأسئلة التي طرحت عليه فيما إذا كان يريد أن تشارك إيران في المفاوضات حول الشأن السوري “بنعم”، ليس لأن إيران الأقوى على الساحة، ولكن لأنها جزء من المشكلة، وبما أنها كذلك يجب أن تكون جزء من الحل، فهي الحليف الأقوى للنظام السوري، حيث صرح وبعد زيارته لإيران ولقاء لبعض المسؤلين الإيرانيين ،عن سبب دعم إيران للنظام السوري” بأننا نأيد النظام لأنه نظام شرعي وعضو بالأمم المتحدة وتربطنا به علاقات إستراتيجية، ومستمرون في هذه العلاقات ، لكن نحن مع إقامة حكومة إنتقالية بالتفاوض مع المعارضة، وإنتخاب برلمان يشكل الحكومة ويعيد النظر في صلاحيات الرئيس” (علما أن إيران لم تقلها صراحة) يقول الإبراهيمي.
منوها الإبراهيمي بأن المعارضة كان موقفها “دوما بأن إيران إذا حضرت المفاوضات فنحن لن نحضر” ، فهذه المعارضة كما أسماها الإبراهيمي “معارضات كثيرة” ،لها أشكال كثيرة فهي دائمة الإنقسام، وللائتلاف قواعد غير متينة ، فنحن كنا على خطأ عند دعوتهم للوحدة.
أما في إطار حديثه عن الدولة الإسلامية، فعرفها الإبراهيمي بأنها “منظمة لاتحارب كثيرا وإنما يمشون وراء المحاربين وعندما يسيطر هؤلاء على منطقة ما يستولون عليها بحجة تسيير أمورها كما يزعمون ” لذلك إستتطاعوا السيطرة على محافظة الرقة، والنظام تخلى لهم عنها.
وعنما سئل الإبراهيمي عن موقفه من النظام أيضا أجاب إن النظام لم يشك يوما بإنتصاره على المعارضة، فهو مستعد دوما للحرب معهم ومتأكد من إنتصاره عليهم، كما أن النظام مستعد أيضا للتفاوض مع المعارضة ، وإلغاء مقعد سورية بالأمم المتحدة خطأ، أما بشار الأسد فهو يعلم بكل مايجري في البلاد من حرب وتقتيل وتدمير، فهو حاكم البلاد ولاتخفى عليه مثل هذه الأمور.
أما في إطار إجابته عن الدول التي تدعم النظام والمعارضة يقول الإبراهيمي، بأن لإيران كلمة أقوى وأكثرا تأثيرا من كلمة روسيا لدى النظام، وقد وجد عند دول الخليج المتمثلة في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات رغبة في إستمرارها في دعم المعارضة ماديا وعسكريا، وهذه المعارضة لاتريد الحل السياسي وإنما تريد إسقاط النظام بالقوة والسلاح أولا ثم التفاوض سياسيا، لأنهم متكلون على دعم أميركا التي لم تتوانى عن خذلانهم.
وبغض النظر عن رأي المبعوث الأممي وتصريحاته هذه فالرجل مكلف بمهمة و هي التوسط بين طرفين متصارعين ويقتتلان وليس من سبيل في حال كهذه غير تقريب وجهات نظرهم ومواقفهم ، لذلك تراه مرة يقترب منك واُخرى يقترب من خصمك في هذه المسألة أو تلك ، لكن هدفه لا يكون الإنحياز إليك أو إليه بل إيجاد نقاط تماس بينكما ، المهم في هذا الوضع رؤيته النهائية وهل هي لصالحك أم لصالح خصمك وليس تكتيكه التفاوضي لإبقائكما، فقرب طاولة المفوضات وما يمارسه عليكما من ضغوط أو إغراءات.
الإبراهيمي كان يجهد لإبقاء النظام على طاولة المفاوضات وإجبارة على قبول تقدم نحو حل وسط تضمنته صيغة جنيف، ولحد إعتقاده إن النظام لا يريد حلا ، وقد استمعت إلى رأيه في خطاب المعلم وقوله “إنه لم يأت إلى جنيف كي يفاوض بل كي يقول للعالم من هؤلاء ، أي المعارضة وأنهم لا شيء ، هذا أسلوب تفاوضي وليس موقف نهائي من حقوق الطرفين ، وقد كان الأخضر عظيما، في ما حاولت يائسا مع وفد النظام ولمساعدتنا ، سواء بالطريقة التي أدار بها التفاوض تم بالأسئلة التي طرحها ووجهها إلى الجعفري أم بما فعله بعد إنتهاء المفاوضات مباشرة”.