الآن هدأت المخاوف بشأن انخفاض أعداد البطاريق وانقراضها!
إذ اُكتُشِفَت “مستعمرة ضخمة” لم تكن معروفة من قبل لبطاريق آديلي في جزر الخطر القارة القطبية الجنوبية.
حيثُ يقل أثر التغير المناخي والنشاط الإنساني عن الأجزاء الأخرى من القارة القطبية الجنوبية، إذ تقع الجزر في الحافة الجنوبية لشبه جزيرة القطب الجنوبي وهي بعيدة للغاية، كما أنها محاطة بجليدٍ بحري سميك، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وهو ما سمح للبطاريق بالاختباء عن أعين العالم، حتى قام فريقٌ من الباحثين ببعثةٍ استكشافية للتحقيق بعد ظهور دلائل على وجود طيور تعيش بالمنطقة.
هذا، وقالت هيذر لينش، وهي إحدى علماء البيئة بجامعة ستوني بروك وشاركت في قيادة العمل: “حتى وقتٍ قريب، لم تكن جزر الخطر معروفة بكونها مسكناً مهماً للبطاريق”.
لكن، تغير الحال عندما لاحظ العلماء بقعاً من ذرق الطيور في صور قمر صناعي تابع لناسا، وهي علامة على وجود مستعمرة ضخمة للبطاريق، لتقود لينش فريقاً إلى الجزر لتقصِّي هذا الأمر، ولتقييم حالة الطيور على الأرض، وعدها عبر استخدام طائراتٍ من دون طيار لالتقاط صور للجزيرة من الأعلى.
إذ تسمح الطائرات من دون طيار بالتحليق في شبكة حول الجزيرة، والتقاط الصور بمعدل صورة في الثانية، ثم بربط الصور ببعضها يُظهر الكتلة الأرضية كلها في صور ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد، وما إن يتم إنشاء هذه الصور الضخمة، يستخدم العلماء برامج شبكة عصبية لتحليلها والبحث عن أعشاش البطاريق بشكلٍ ذاتي.
وقد وصل عدد أزواج البطاريق التي تعيش في الجزيرة إلى 751527 زوجاً، أي نحو 1.5 مليون بطريق، وهو عدد أكبر من عدد الأزواج المتواجدة على شبه جزيرة القطب الجنوبي مجتمعة.
وقال ميشال بوليتو، وهو عالم بيئة بجامعة لويزيانا ستيت شارك في البحث: “جزر الخطر لا تحتوي على أكبر عدد من بطاريق آديلي في شبه قارة القطب الجنوبي فحسب، وإنَّما يبدو أنَّها لم تعانِ من تناقص عدد البطاريق الموجودة في الجانب الغربي من شبه الجزيرة والمرتبط بالتغير المناخي الحديث”.
فيما قال توم هارت الباحث في مجال البطاريق بجامعة أوكسفورد: “هذا الاكتشاف يضع شرق شبه جزيرة القطب الجنوبي في تناقضٍ صارخ مع الانخفاض الذي تشهده أعداد بطاريق آديلي والبطاريق شريطية الذقن في غرب شبه الجزيرة”.
وأوضح أن أسباب هذا الانخفاض في الأعداد ليست واضحة؛ لكنَّ أبرز الأسباب المحتملة هي التغير المناخي، والصيد، والتدخل البشري المباشر، لكنَّ هذا لا يظهر حجم المشكلة، بحسب ما نقلته دورية Scientific Reports.
يقترح هذا التناقض الصارخ أنَّ البطاريق تكون في حال أفضل عندما تكون بيئتها بعيدة تمام البعد عن الاضطراب، وهو اكتشاف يُدعم دعوات أنصار البيئة بعمل منطقة محمية في بحر “ودل”، حيثُ تقع جزر الخطر.
هاف بوست عربي نت