المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 3/7/2015
اقصفوا المطارات؟؟؟؟؟!!!!!!!
كلمتان رددها السوريون في الشمال المحرر، تعبر عن مدى معاناتهم منذ بداية الأحداث في سوريا، وتروي قصصاً مؤلمة ليست خالية، أو ابداعية إنما قصص معاناة حقيقية واقعية تحمل في ثناياها الألم والحزن للسوريين.
وأتى ذلك من أداة الإجرام الأولى، التي استخدمها النظام منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، في قمع الشعب السوري الأعزل، وهي المطارات التي تخرج منها الطائرات، التي تقوم بدورها بقتل المدنيين وتدمير منازلهم.
قام النظام باستهداف المدنيين كهدف أول قبل المقاتلين ضده، لأنه علم جيداً أن الشعب السوري لن يقف صامتاً على أعماله التي امتدت طيلة أربعين عاماً، من زمن الأب حافظ الأسد إلى الأن في زمن الأبن بشار الأسد، وقد أدت هذه الأعمال في ظل الأحداث الراهنة، إلى قتل عدد كبير من السوريين، بالإضافة إلى تدمير منازلهم، وتهجيرهم من قراهم ومدنهم.
وقد كان لسلاح الجو السوري الدور الأكبر في هذا القتل والدمار، فقد باتت الطائرات تحلق في سماء سوريا وتقصف المدنيين، وتقتل منهم الطفل والشيخ والنساء دون تمييز، وتدمر منازلهم التي قضوا عدة سنوات لبنائها بسبب، أوضاعهم المادية المتردية، التي خلفها النظام طيلة السنوات الماضية.
وقد تحدث أبو سعيد أحد سكان قرى جبل الزاوية في إدلب شمال سوريا “منذ بداية 2012 إلى الأن والطائرات تقصفنا نحن المدنيين، وكل فترة من الزمن يستخدم النظام سلاح جديداً لقصفنا، فقد بدأ بالصواريخ الموجهة الصغيرة، ثم بالأكبر حتى الصواريخ الفراغية، والبراميل المتفجرة والأن الألغام البحرية والغازات السامة، كل هذا يقصف بالطائرات”.
وقد كان للمطارات وطائراتها الدور الكبير في تراجع الثوار، بسبب عدم وجود سلاح يردع هذه الطائرات الحاقدة، بالإضافة إلى كثرة المطارات في سوريا فهناك 29 مطاراً عسكرياً ومدنياً منها 22 مطار عسكري، وقد احتلت سوريا المرتبة الأولى عربياً والمرتبة 28 دولياً في نهاية عام 2013 بعدد طائراتها الحربية التي بلغت 550 طائرة مقاتلة، بالإضافة إلى الطائرات المروحية.
وقد تمكنت قوات المعارضة السورية من الاستلاء على 6 من المطارات التابعة للنظام، وهناك 4 مطارات محاصرة وخارجة عن الخدمة.
وقد كان للطائرات النصيب الأكبر من حيث عدد الشهداء الذين سقطوا في سوريا، والدمار الذي لحق منازل السوريين وممتلكاتهم.
حيث أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن سقوط أكثر من ” 6163″ شهيداً مدنياً منهم “1892” طفلاً، منذ 22 فبراير 2014 ودمار أكثر من “450” موقعاً على الأقل في 10 بلدات في محافظة درعا جنوب البلاد، بالإضافة إلى تدمير أكثر من “1000” موقع في محافظة حلب شمال سوريا، وقد أخذت الصور من الأقمار الصناعية وقد كانت ما بين 22 فبراير 2014 و15 يناير 2015، وقد ازدادت إلى الأن بشكل كبير، وهي بازدياد مستمر مع وجود نظام الأسد، وإن هذه ليست أرقام جامدة، لا تعني للعالم شيء ولكن هؤلاء سوريين، قتلهم النظام وممتلكات لهم دمرها النظام مع صمت وعدم اكتراث من كل العالم.
وإلى الأن لم تتوحد كتائب الثوار، ولم تقرر التخلص من هذه المطارات التي دمرت سوريا وقتلت شعبها وهجرته قسرياً، دون سابق إنذار، ويلقي الشعب المسؤولية الأولى والأخيرة، على كل من لديه سلاح وعلى كل من يحسب نفسه ثائراً، وكل من إلتحق بصفوف الثورة، فأنتم المعنيين بتدمير أداة القتل التي لا تدع أحداً من شرها.
وكل ثائر في سوريا مسؤول عن حماية المدنيين، ومسؤول عن تأمين حياتهم، لأنهم هم من يعانوا وهم من يخسروا أحبائهم وهم من تدمر بيوتهم، أما من خرج في صفوف الثورة المسلحة فهو اختار طريق الشهادة، وأخذ على عاتقه القتال وحماية المدنيين أيضاً، لذلك يجب أن تتوحد الصفوف وتتوحد الآراء.
ليبدؤون معركة السيطرة على هذه المطارات التي قتلت ودمرت وشردت شعب سوريا، وإن لم تتوحد صفوفهم فإن سوريا ستنتهي وستدمر بشكل كامل، فهي الأن تذبح بصمت وتدمر بحقد من قبل قوات النظام وأنصاره من الإيرانيين وجنود حزب الله اللبناني وغيرهم من الحاقدين على سوريا وشعبها.