يُعدُّ كلّ من كاثرين بيتشر وإيلين سوالو ريتشارد من أبرز رواد تطوير علوم التدبير والاقتصاد المنزلي بالإضافة إلى ريادتهما للعمل في أوروبا.. ففي القرن التاسع عشر، كان الهدف من تعليم الاقتصاد المنزلي إعداد السيدات الشابات للقيام بأدوارهن في المنزل في بيئات صحية.
أما حديثا فقد أتى ليجمع بين تخصصات متعددة فهو يتضمن: الغذاء، والتغذية، والصحة، والتمويل الشخصي، وإدارة الموارد العائلية والنسيج والملابس والمأوى والسكن والاستهلاك وعلم الاقتصاد وإدارة المنزل والتصميم والتكنولوجيا وعلوم الغذاء وإكرام الضيف والتنمية البشرية ودراسات الأسرة والتعليم وخدمة المجتمع، وغير ذلك. وتمثل القدرة على الاستفادة من هذا التنوع في المجالات العلمية قوة هذا العلم.
يندرج التدبير المنزلي ضمن العلوم البشرية – الإنسانية، ويشتق من سلسلة من العلوم لتحقيق الحياة المثلى والمستدامة للأفراد، والعائلات، والجماعات المشتركة، إذ يندرج تحت مفهوم الاقتصاد المنزلي مفهوم ميزانية العائلة الاستهلاكية, هذا المفهوم يعتمد على تقييم الحاجيات الضرورية لاستهلاك أفراد المنزل، ومقدار المصروفات اللازمة خلال وقت محدد، وتوفير حاجيات المنزل ومتطلباته في حدود الزمن والموارد المتاحة لربة المنزل.
فميزانية العائلة لها أهمية بالغة فهي تساعد إلى حد كبير في تحقيق التوازن بدقة بين مستوى معيشة الأفراد ودخلهم، وتعطي الأساس لكل نوع من أنواع حسابات التخطيط.
يأتي التدبير بالموازنة بين دخل العائلة النقدي ومصروفاتها, فيما تختص كل امرأة بتدبير أمور منزلها؛ فهي الراعية في بيتها وتستطيع تقدير ما تحتاجه أسرتها من ملبس ومأكل ومشرب وغيرها من الحاجيات.
إن الغلاء المعيشي الذي تعاني منه معظم العوائل السورية عزز علوم التدبير والاستهلاك فبات لابد من اتّخاذ اجراءات تتعلق بالترشيد الاستهلاكي, وذلك من خلال اقتصاد ربة المنزل لإدارة شؤون المنزل وتدبيرها.
لعل المرأة السورية تميزت عن باقي أقرانها من نساء العالم بتدني حجم متطلباتها، إضافة لقدرتها على التحمل بأقصى الظروف المعيشة.. هذا ما تبلور جلياً في ظل الحرب التي يعيشها وطننا. فلو دخلنا إلى البيوت السورية نجد أن المرأة تستطيع تقديم ما لديها من مأكل دون الحاجة أحيانا للذهاب للسوق فهي تستطيع ابتكار طبخات مما لديها من مواد أولية..
دونك عن أن المرأة السورية لا ترمي ملابس أطفالها الضيقة بل تلبسها لأولادها بالتتالي حسب الحجم والعمر أو تقوم بإعطائها لأحد أقربائها أو جيرانها ليلبسوها لأولادهم, الأم السورية علمت أولادها أيضاً طرق الاستهلاك وعدم التبذير فمن تحديد المصروف اليومي وطرق العناية بحاجياتهم إلى حضهم على العمل في أوقات الفراغ, المرأة السورية تسطيع الاستفادة من كل ما لديها وقادرة على الاستفادة من مخلفات كثيرة وإعادة تدويرها.. كفوارغ المياه الصحية لكبس المخلل; أكياس الخضروات لوضع القمامة; بعض الاقمشة المهترئة للمسح وبعض العلب المعدنية لوضع البهارات والكثير من الأفكار التي تبتكرها حسب حاجتها وبذلك تكون قد وفرت كثيراً من المال.
ولا ننسى أيضاً الترشيد في الماء والكهرباء فهولا يقل أهمية عن ترشيدها بالمأكل والملبس,
من خلال تعليم الأولاد عدم الإسراف في كليهما.
إن المرأة السورية تعتبر مثالاً للمرأة المدبرة والمحافظة على أملاك زوجها فهي اقتصادية بكل ما تعنيه الكلمة.
في هذا السياق تنشر بعض مواقع التواصل الاجتماعي مساقات على سبيل التندر أو التذكير عمّا يمكن للمرأة السورية فعله في مجال التدوير المنزلي اخترنا منها هذه الصفحة:
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد