وعثرت قوات النظام مساء الاثنين، على جثة نائب رئيس فرع الأمن القومي السوري، اللواء فداء ناظر العلي، مقطوعة الرأس داخل “حديقة تشرين” في دمشق. وذكرت مصادر موالية لقوات النظام، أن الجريمة وقعت في ظروف غامضة، ولا يوجد أية معلومة حول الحادثة حتى الآن.
من جهته، ذكر المتحدث باسم “الهيئة الإعلامية العسكرية في دمشق”، الناشط الإعلامي آدم الشامي، أن “تصفية الضابط توضح بصمات القوات الأمنية للنظام”، موضحاً أن “أي ضابط عادي في قوات النظام لديه مرافقون وحرس على مدار الساعة، فكيف لنائب فرع الأمن القومي التابع للقصر الجمهوري”؟
أما بالنسبة لـ”لواء العاديات”، فقد شبّه نشطاء عملياته بـ”ثورة السكاكين” في فلسطين المحتلة، لاغتياله عدداً من ضباط النظام طعناً بالسكين. وقد اغتال “اللواء” في نهاية شهر فبراير/شباط الماضي، الملازم أول حسين دلعوس (ضابط في الفرقة الرابعة)، قرب مكان إقامته في دمشق طعناً بالسكين.
كما اغتال أيضاً الملازمين في الأمن العسكري، فردوس اسماعيل، وإلياس جمعة، طعناً بالسكين في دمشق. وجمعة متهم بالمشاركة في قتل عدد من المعتقلين في فرع الأمن العسكري. كما تبنّى “اللواء” قتل النقيب الطيار علي علوش، بمسدس كاتم للصوت، وهو داخل سيارته في حي ركن الدين في فبراير أيضاً. والنقيب القتيل من مواليد ريف حمص، وهو من العاملين في مطار المزة العسكري، بدمشق. وأدت عمليات الاغتيال هذه لمزيد من التشديد الأمني في العاصمة، وسط خوف وترقّب من قبل قوات النظام، بسبب تمكن قوات المعارضة من اختراق حصونها الأمنية.
ويضيف أبو الجود أن “العمليات التي تتمّ في دمشق دقيقة، وتحتاج إلى تحضيرات طويلة، لأنها تحصل داخل حصون النظام. وهي تستهدف اغتيال عدد من شخصيات النظام ورموزه وشبيحته بالإمكانات المتاحة”. وتوقع تطوّر هذه العمليات مستقبلاً، مشيراً إلى أن “لواء العاديات نفّذ حتى الآن ست عمليات اغتيال في دمشق لضباط ومسؤولي النظام”. ويوضح أن “للواء أنشطة عسكرية أخرى في الغوطة الغربية، تتمثل بتنفيذ عمليات خاصة ضد قوات النظام، والتصدّي بالاشتراك مع فصائل عدة، لقوات النظام هناك”. من جهتها، كانت حركة “أحرار الشام الإسلامية”، قد أعلنت في مايو/أيار الماضي، مسؤوليتها عن تفجير في دمشق، أدى إلى مقتل العميد الركن بسام مهنا العلي، بعبوات ناسفة، مع سبعة من مرافقيه.
كما سبق للحركة أن أعلنت في مارس/آذار 2015، أن “الكتيبة الأمنية التابعة للحركة، اغتالت في دمشق العميد الركن في قيادة أركان قوات النظام علي درويش، بعد استهداف سيارته في باب توما، وسط العاصمة دمشق، مما أدى إلى مقتله واثنين من مرافقيه”. كما تبنّت الحركة أيضاً في شهر أغسطس/آب من العام الماضي، المسؤولية عن قتل كل من العميد الركن رئيف علي الحسن، والمساعد “أبو شاهين”، بعد نسف سيارتيهما في ساحة العباسيين، في دمشق.
في سياق متصل، استهدفت “جبهة النصرة” حافلة لعناصر حزب الله في الحميدية، في فبراير/شباط من العام الماضي، فيما أعلن “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، مسؤوليته في الفترة عينها، عن تفجير حافلتين تقلّان عناصر نسائية تابعة للحرس الجمهوري، أثناء عودتهن من جبهات داريا بريف دمشق، في منطقة أوتوستراد المزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهن.
ومن أشهر عمليات الاغتيال في دمشق، التفجير الذي استهدف اجتماعاً لوزراء وقادة أمنيين في مبنى الأمن القومي بدمشق، في الشهر السابع من عام 2012، وأدى إلى مقتل وزير الدفاع داود راجحة، ونائبه آصف شوكت (صهر رئيس النظام بشار الأسد)، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني، وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار.
وشهدت دمشق أيضاً خلال السنوات الخمس الماضية، العديد من عمليات الاغتيال الغامضة لشخصيات علمية أو دينية، من دون أن يتبنّاها أي طرف مثل اغتيال خمسة علماء نوويين يعملون في مركز الدراسات والبحوث العلمية، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني رمياً بالرصاص، واغتيال عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق محمد أيمن تاجا، في الشهر العاشر من عام 2012.