اعتراف النظام الايراني بدوره في جريمة مانشستر الارهابية ومصلحته فيها وخوف الملالي من نتائج قمة الرياض
بقلم: حسين داعي الاسلام
لاقى الانفجار الارهابي والاجرامي الذي حصد آرواح 22 شخصا من المدنيين العزل مساء السبت في مانشستر البريطانية وأصاب 59 آخرين بجروح، مشاعر الكراهية على الصعيد العالمي، غير أن النظام الايراني أعلن وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية للنظام «ان تشكيل تحالفات غير حقيقية لمكافحة الارهاب واعطاء معلومات خاطئة حول مصادر الارهاب والتطرف يودي الى الانتشار الواسع للتطرف في مختلف نقاط العالم..».
ان قصد هذا المتحدث لملالي ايران هو القمة العربية الاسلامية الأمريكية الذي انعقد في الرياض الذي ركز حقا على سياسة النظام الايراني لتصدير الارهاب وتأجيج الحروب في المنطقة.
الا أن محسن رضايي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد الأسبق للحرس الثوري الايراني فذهب أبعد من ذلك وكتب في تغريدة له في صفحته الشخصية في تويتر «ان الانفجار الارهابي في مانشستر البريطانية هو حصيلة رقصة السيف لترامب مع رئيس الارهابيين».
ان هذه التصريحات وقبل أن تبين حماقة الملالي الحاكمين في ايران، تعكس خوفهم من نتائج التحالف الكبير الذي تأسس ضد الارهاب. الملالي مازالوا يريدون مواصلة سياساتهم القائمة على ابتزاز العالم بالتهديد والارهاب والقتل ولا يستطيعون ولا يريدون أن يغيروا سياساتهم السابقة.
والآن لنلقي نظرة الى ما أبداه روحاني الذي يحاول أن يقدم من نفسه وجها معتدلا، من موقف بعد مسرحية الانتخابات الأخيرة في ايران؟ انه وبعد يومين من انتهاء التمثيلية أعاد في مؤتمر صحفي اثبات عجز النظام عن تحمله لأبسط تغيير في السياسات الداخلية والخارجية للنظام.
انه وعد في المؤتمر بمواصلة النظام محاولاته لتأجيج الحروب في المنطقة وقال ان العراق وسوريا ولبنان قد حاربوا الارهاب في المنطقة وأن النظام الإيراني «وعبر دبلوماسييه ومستشاريه العسكريين قد ساعد وسيساعد هذه الدول». مضيفًا «الإيرانيون والروس بجانب السوريين والعراقيين حاربوا الإرهاب. من الذي موّل ويموّل الإرهابيين؟ …… حزب الله هو مجموعة مقبولة وموثقة من قبل الشعب اللبناني».
كما قال روحاني أيضا إن النظام ومن أجل مواصلة مشاريعه الصاروخية لا يستأذن أحدًا وقال «اذا لا يتم تصنيع هذه الصواريخ ربما يقع البعض في حسابات خاطئة ويقود المنطقة إلى الحرب. حيثما كنا بحاجة إلى اختبار صاروخي من الناحية التقنية فنحن نقوم بذلك. وافقنا على الاتفاق النووي لكي نعزز قدرتنا الدفاعية».
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية للنظام بهرام قاسمي في اليوم نفسه : «إن نشاطات إيران الصاروخية تشكل جزءا من سياسات إيران الدفاعية ونحن نعزز بكل قوة سياساتنا الدفاعية».
العميد مسعود جزائري مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة للنظام هو الآخر قال: «إن الاستمرار والإسراع بدعم الأهداف الدفاعية بما فيها الأنظمة الصاروخية الدفاعية على سلم أوليات البلاد». (وكالة أنباء ميزان الحكومية 21 أيار).
وأما حسين نقوي حسيني نائب برلمان النظام فهو الآخر قال بهذا الشأن: «لتطوير تقنيتنا الصاروخية لا نتفاوض أحدًا ولا ننتظر استئذان أي مرجع ودولة. إننا نسعى بكل قوة لتعزيز قوتنا العسكرية… لقد خصص البرلمان ملياراً و 300 مليون دولار لتعزيز البنية العسكرية حيث يعد قفزة كبيرة جدا». (وكالة أنباء فارس التابعة لقوات الحرس 22 أيار).
ألا يدرك خامنئي والحرس الثوري وروحاني وغيرهم من قادة النظام أن عهد المساومة مع هذا النظام قد ولى وأن الوضع قد تغير؟ ألا يلمسون الظروف الانفجارية داخل ايران ووصول محاولاتهم وتدخلاتهم في المنطقة الى طريق مسدود؟
نعم. انهم يدركون ذلك جيدا ويعلمون أن توازن القوى قد اختل ضدهم وأن بوصلة التحولات سواء داخل البلاد أو في المنطقة وعلى الصعيد الدولي قد اتجهت ضدهم ولكنهم لا يستطيعون وبناء على طبيعتهم تغيير سلوكهم. لأن البنى الأساسية لهذا النظام قائمة على القمع في الداخل وتصدير الارهاب الى الخارج. وقال خامنئي الولي الفقيه للنظام قبل اسبوع بصريح العبارة ان تغيير السلوك يعني تغيير النظام. هناك مثل في الفارسي يقول ان توبة الذئب موته. وهذا يعني هذا النظام لا يمكن أن يغير طبعه ويغير سلوكه ويتخلى عن الارهاب وتآجيج النعرات الطائفية. ان الحل الوحيد لخلاص المنطقة والعالم من شر هذا النظام هو اسقاطه على يد الشعب الايراني.
ان الجواب الوحيد لارهابية النظام ومساعيه لاثارة الفتن والحروب والجرائم التي ارتكبتها طيلة 4 عقود داخل ايران وفي المنطقة، هو ابداء الحزم والقاطعية الأكثر. الواقع أن الملالي اصيبوا بالهلع من الاصطفاف الاقليمي والدولي ضدهم وغليان النقمة الشعبية في الداخل وتصعيد النشاطات الواسعة لعناصر المعارضة مجاهدي خلق داخل ايران خلال مسرحية الانتخابات ويريدون أن يهددوا العالم في ظل الصخب والغوغائية وارغامهم على التراجع. كما انهم وخلال مسرحية الانتخابات وباعلان أرقام مختلقة ومضاعفة نسبة عدد المشاركين حاولوا الزوبعة في فنجان كآن الشعب الايراني قد شارك كله في الانتخابات. ولكن الرد على كل أعمال التهريج هذه والتهديدات يكمن في ابداء الحزم ودعم طلب الشعب الايراني ومقاومته المشروعة لتغيير النظام. الملالي يعرفون لغة القوة والحزم والصرامة جيدا.
بقلم الكاتب – حسام داعي الاسلام