أفاد مراسل الجزيرة بوقوع اشتباكات على أحد المعابر المخصصة لخروج المدنيين في حلب، بعد ساعات من دخول الهدنة الروسية حيز التنفيذ لخروج المدنيين والمسلحين، وسط تبادل للاتهامات بشأن هذه الخروق.
ونقل المراسل رأفت الرفاعي عن المعارضة أن عناصر من قوات النظام حاولت التسلل عبر معبر قصر البستان المخصص لخروج المدنيين، فاندلعت اشتباكات أدت إلى إصابة ثلاثة مدنيين عند المعبر، حيث يتم الاستهداف بالقنص، لكن جيش النظام اتهم المعارضة بإطلاق قذائف صاروخية.
وخصصت روسيا -التي أوقفت القصف الجوي منذ صباح الثلاثاء- والنظام السوري ثمانية معابر لخروج المدنيين والمسلحين، لكن مراسل الجزيرة أكد أنه لم يطرأ أي تغيير على تلك المعابر من تهيئة تتضمن انسحاب قوات النظام لإتاحة المجال أمام خروج المحاصرين.
وكانت الهدنة التي أعلنتها هيئة الأركان الروسية في حلب دخلت حيز التنفيذ الساعة الثامنة صباح اليوم بالتوقيت المحلي حتى السابعة مساء.
وأضافت الهيئة أن قيادة القوات الحكومية السورية أعطت أوامر بسحب جميع الوحدات من ممرات الخروج في حلب، وأن تمديد الهدنة الإنسانية سيسمح للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بتنفيذ كافة التدابير لإجلاء السكان المدنيين.
وأوضح البيان أن موسكو تعول على تأثير الولايات المتحدة والأطراف المهتمة على المسلحين لضمان خروجهم من مدينة حلب.
وقالت وسائل إعلام النظام السوري إن الجيش السوري أزال السواتر والألغام الفاصلة باتجاه دوار الجندول في حلب تمهيدا لإدخال سيارات الإسعاف وسيارات نقل المسلحين من الأحياء الشرقية.
وأضافت أن التجهيزات اللوجستية باتت جاهزة بانتظار أي رد من مسلحي المعارضة للخروج من هذا المعبر.
وكان جيش النظام السوري أعلن مساء أمس الأربعاء نيته بشأن تمديد الهدنة ثلاثة أيام، داعيا جميع المسلحين في الأحياء الشرقية لحلب إلى ترك السلاح، ومهددا من “لا يغتنم الفرصة” بمواجهة “مصيره المحتوم”.
وفي المقابل، أكدت فصائل بالمعارضة المسلحة عزمها على القتال والدفاع عن الأحياء المحاصرة في حلب “حتى آخر رمق”، مؤكدة عدم ثقتها في النظام السوري وحليفه الروسي.
ظروف صعبة
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسلها في شرق حلب أن بعض السكان يبدون رغبتهم في المغادرة “لأنهم تعبوا من الحصار والقصف، لكنهم في الوقت نفسه لا يثقون في النظام”.
وحسب الوكالة، يعيش 250 ألف شخص في شرق حلب في ظروف إنسانية صعبة، وفي ظل تعذر إدخال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات منذ ثلاثة أشهر.
وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب منذ 22 سبتمبر/أيلول الماضي لهجوم تشنه قوات نظام بشار الأسدتساندها فيه غارات جوية روسية وسورية كثيفة؛ مما أدى إلى مقتل المئات فضلا عن دمار كبير لم تسلم منه المستشفيات.
الجزيرة