استيقظَ الموتُ من قيلولَتهِ في بلدي، حيثُ تركتُ أحبابي المهجرينَ، يمثلونَ أنّهم أحياء سعداء ،بمسرحيةِ الحياةِ التي رسَمها لهمُ الأقوياء الطغاة ،بينما يتابع الفراعنةُ جمعَ أموالِهم وصناعةَ حدودِ بلادهم .
عند تلك الزّاوية أُسندَ لطفلٍ دور الشهيد، فتقمص الدور واستشهد حتى يؤدي دوره كما يريده الجبناء.
وفي بقعة أخرى أمٌ لملمت ما معها من بضع ورقات نقدية، لتجلب الطعام لمن تركت خلفها من أطفالها الأيتام، أمنتهم في منزلها تحت جدران أمومتها القوية الصلبة، وجدران هشة من الطين، ولكنها رحلت بما جمعت واشترت، لتتركهم للحياة يتامى مقهورين، فلم يعد أحد يقرأ عن وصية اليتامى والمساكين .
وذاك رجل يَحمل همه وقهره وجرح تهجيره وغلاء معيشته، ليجلب لأسرته ما يعينهم على حياة ليست كالحياة ،ولدوا منذ سنين ولكنهم مازالوا لا يعرفون كيف يعيشون .
وذاك شهيد، وهنا شهيد وهنا شهيد، يبدو أنني لم أعرف لغة الأرقام بعد ولا أعرف كيف نعد الشهداء وكيف يتحول الإنسان لرقم قط.
اعذروني إن أزعجتكم ببعض حروفي فهي تستيقظ مع الموت دائما، ولكنها كضمائر العالم لاتملك أن تفعل شيء، ثم إنها ستنام بعد قليل لتستريح وتعود للحياة ريثما يغفو الموت قليلا. أدبيات: أمل الشامي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع