يوم دام حلّ على أهالي محافظة ادلب منذ ساعات الصباح الأولى ليستفيقوا على هدير الطائرات الحربية التي أخذت تتسابق وكأنها في لعبة من يشن أكبر عدد من الغارات ويقتل أكبر كم من الأبرياء المدنيين، لم يكن يوما كغيره على الإطلاق فقد حطم النظام الرقم القياسي بنسبة القتل والإجرام ضاربا عرض الحائط باستخدامه أسلحة كيماوية ليحصد أرواح أكبر عدد من المدنيين.
فقد استهل الطيران الحربي منذ الصباح مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي دون سابق إنذار بغارات تحوي غاز السارين السام المحرم دوليا ناسفا كافة المعايير الإنسانية وأسفرت عنها مجزرة راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وعشرات المفقودين، وبحسب إحصائيات أولية جاوز عدد الشهداء من المدنيين أكثر من 67 شهيدا جلهم من الأطفال جراء استنشاقهم كميات كبيرة من الغاز.
ليس بغريب عن مؤيدي النظام ردات فعلهم بعد كل مجزرة ترتكبها طائراتهم، ومن المنشورات على صفحاتهم الإخبارية ” قواتنا الباسلة تقصف خان شيخون بغاز السارين وتقتل أكثر من مئة من أتباع السنة، وعشان ما تشتكوا للأمم المتحدة ترا كلهم مدنية واحنا مش ساءلين، لا يهم المهم بني أمية”.
مشاعر غضب وسخط من هكذا أشخاص تجردوا من صفات البشر ليملؤوا قلوبهم حقدا وكرها لما يسمونهم “بني أمية” أي السنة ومنشوراتهم خير دليل على طائفيتهم،ومن يشاهد صور الأطفال الأبرياء الذين قضوا اليوم في المجزرة يدرك حجم المأساة والكارثة التي حلت بهذه البلدة، فهم عصافير قدر لهم أن يكملوا طفولتهم في جنان الخلد ويناموا نومة هانئة بأمان بعيدا عن لؤم غاراتهم دون أن يضطروا للهرب والاختباء هنا وهناك.
لم يكتف النظام بفعلته في خان شيخون، بل تابع عمله وارتكب مجزرة أخرى في مدينة سلقين بريف ادلب الغربي راح ضحيتها 19 شهيدا وعائلة كاملة مازالت تحت الأنقاض، فضلا عن مجزرة أخرى في جسر الشغور راح ضحيتها أيضا 5 شهداء وعشرات الجرحى، ربما كان الهدف تشتيت الإعلام وصرف النظر عن مجزرة السارين، كما استهدف مركز الدفاع المدني ومشفى الرحمة في مدينة خان شيخون.
وكعادة الدول المتفرجة تظهر عضلاتها وإبداعاتها الكلامية بعد كل مجزرة ترتكب بحق المدنيين، فنددوا وعارضوا واستنكروا ماحدث ودعوا لعقد جلسة طارئة يوم غد الأربعاء للتحقيق بمجزرة الكيماوي في خان شيخون، فهل ستثمر حلا وتعاقب المجرم على مافعل؟، أم ستكتفي بالتنديد والاستنكار؟.
المركز الصحفي السوري_سماح الخالد