تتواصل معاناة أهالي بلدة خربة غزالة بريف درعا جراء تردي وضع الخدمات بشكل كبير وبخاصة معاناتهم في الوصول لأراضيهم الزراعية، وعدم دعم حكومة النظام لحصولهم على مستلزمات العملية الإنتاجية مصدر دخلهم الوحيد رغم الوعود المتكررة من قبل المسؤولين.
إعادة تأهيل الخدمات على نفقة الأهالي الخاصة
تكفّل أهالي بلدة خربة غزالة شمال شرق درعا البالغ عددهم نحو ٢١ ألف نسمة بينهم ٤ آلاف من البدو، بإعادة تأهيل نحو ٥٠ بالمئة من خدمات البلدة على نفقتهم الخاصة، بعد عودتهم بالعام ٢٠١٨ لمنازلهم التي هجروا منها على مدى ٥ سنوات من عام٢٠١٣، على أنقاض الدمار والركام وسط اتهامات للمسؤولين بإهمال عودة الحياة للبلدة على رأسها وضع الزراعة والأسمدة التي بقيت خارج الخدمة، للقيود التي تفرضها قوات النظام من أجل التضييق على الأهالي في عموم المناطق من بداية الحرب.
الكهرباء والمياه والإنارة غائبة في خربة غزالة
خففت مساهمة المجتمع المحلي بحسب رئيس البلدية عبدالحكيم بديوي من تردي الوضع المعيشي للقاطنين، بعد تكلفهم حفر ٥ آبار لمياه الشرب بعد عودتهم حيث تم وضع اثنين بالخدمة بألواح الطاقة دون استثمار بقية الآبار، التي ضلت خارج الخدمة بسبب الحاجة لغاطسات وأنابيب ومحولة وخروج جزء من شبكة المياه ببعض الأحياء بسبب السواتر الترابية، التي تم رفعها خلال الحرب واختلاط مياهها مع مياه الصرف الصحي على مرأى ومسمع المسؤولين بحسب جريدة البعث، دون تأهيلها رغم مخاطرها بعد الحصول على مشروع دعم دولي لترميم شبكة الصرف، مقررة على قرى وبلدات عدة بحسب فارس عثمان مدير عام شركة الصرف الصحي بدرعا، من ضمنها منطقة خربة غزالة بطول ١٠٧٥ مترا.
ولم تستثن مشاركة الأهالي بإعادة ترميم مبنى المصرف الزراعي وعدد من المدارس من أصل ٧ خارج الخدمة بشكل كامل، وتخديم شوارع الأحياء بألواح الطاقة وشراء حاوية لجمع القمامة مقابل إهمال الخدمة الملقاة على عاتق مؤسسات النظام على رأسها الكهرباء، وفق عبد الحكيم بديوي.
لقاء وفد الأهالي بالمحافظ لتسليط الضوء على المعاناة
التقى أهالي خربة غزالة للمرة الثانية خلال أشهر محافظ درعا لؤي خريطة سبقها مروان شربك، للمطالبة بإعادة تأهيل وترميم طرقات البلدة التي دمرتها صواريخ الحرب والطرق الزراعية بمحيطها، لتسهيل وصولهم لأراضيهم والمطالبة بحضور رئيس مجلس المحافظة عبد المولي العدوي تسوية سوق البلدة ببقايا المقالع لتسهيل تحركهم.
كما طالبوا بوضع حد لمعاناتهم من تردي جودة رغيف الخبز بسبب تهالك معدات الفرن من خلال خط ثاني، ودعم وصول خدمة الكهرباء للمنازل بوضع محولة باستطاعة ٤٠٠ تضاف للشبكة، إضافة لأعمدة وأسلاك تم تعفيشها على غرار بقية المناطق خلال سيطرة قوات النظام على أحيائها لأكثر من ٥ أعوام.
الزراعة خارج دعم الحكومة في البلدة
وطالب وفد الأهالي بوضع حد لمعاناة وصولهم إلى أراضيهم الزراعية، وإزالة الساتر الترابي الذي يلف مساحات كبيرة من أراضيهم على طرف البلدة، في ظل اتهامهم حكومة النظام بتقنين دعم المحاصيل مصدر رزقهم الوحيد.
وبحجة عدم زيادة المديونية، برر عوض العموري رئيس الجمعية الفلاحية بالبلدة حرمان الفلاحين من الأسمدة لمواسمهم، وعلى رأسها القمح على مساحة تصل ٢٠ ألف دونم من أصل ٤٥ ألف دونم كامل أراضي البلدة، في حين اقتصر دعم موسم الزراعة على توزيع ٢٣٠ طن بذار قمح ضمن القرض المقدم من حكومة النظام، وسط تفاقم الظروف المعيشة للأهالي متل باقي المناطق بالإضافة إلى حملات الاعتقال والملاحقة وعمليات المداهمة، بحجة البحث عن مطلوبين ومنتسبين للفيلق الخامس اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة بحجة التهرب من الخدمة العسكرية.
تقرير خبري / نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع