واصلت السلطات المصرية فتح معبر رفح في عملية استثنائية تنتهي مساء اليوم الاثنين، ما لم تقم بتمديدها. وتمكن المئات من سكان القطاع من ذوي الحالات الإنسانية من المغادرة، إضافة إلى عودة المئات منهم إلى القطاع، بعد رحلة سفر شاقة بسبب الحواجز الأمنية وعمليات التفتيش الدقيق في مناطق سيناء.
وقالت هيئة المعابر في غزة إن 457 مسافرا، كانوا على متن أربع حافلات فقط، غادروا في اليوم الأول باتجاه الصالة المصرية من المعبر.
وأعلنت أن تلك الحافلات كانت عبارة عن حافلة جوازات مصرية، وحافلتين كشوفات داخلية، وحافلة تنسيقات مصرية.
وذكرت الهيئة أن 591 مسافراً وعالقاً وصلوا إلى الصالة الفلسطينية من المعبر، وحالة وفاة واحدة.
ولفتت إلى أن السلطات المصرية أرجعت 38 مسافراً من الصالة المصرية دون إبداء أسباب لذلك، مشيرةً إلى أن الجانب المصري فتح البوابة المصرية للمعبر عند الساعة السابعة والنصف مساء.
وجاءت عملية الفتح الاستثنائي الجديد للمعبر، بعد 38 يوما من الإغلاق، وخصصت كالعادة لسفر ذوي الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات في الخارج.
وفي السياق يؤكد المسافرون المغادرون وكذلك العائدون أن رحلة السفر من وإلى القاهرة، معقدة جدا، خاصة في ظل تعرضهم للتفتيش الدقيق أكثر من مرة، وانتشار الحواجز الأمنية بشكل كبير.
ويقول مسافرون أنهم يضطرون لفتح حقائب السفر أكثر من مرة عند الحواجز العسكرية، وإن هناك العديد منهم قضوا ليلتهم أمام تلك الحواجز بانتظار فتحها في ساعات الصباح من أجل الوصول إلى بوابة المعبر. ويضطر المسافرون العائدون، أن يخرجوا في سيارات أجرة خاصة في ساعات الليل قبل يوم من العودة إلى غزة، من أجل الوصول إلى بوابة المعبر في وقت عملية الفتح المحددة، وذلك لعلمهم بإجراءات التفتيش التي قد تصل على أحد الحواجز إلى نحو الساعتين أو أكثر من ذلك. كذلك يضطر المسافرون المغادرون من القطاع، للوجود في ساعات الصباح الأولى أمام بوابة المعبر من الجانب الفلسطيني، لعلمهم أن قطع طريق السفر يحتاج لنحو 24 ساعة.
وتصل المسافة بين معبر رفح من الجانب المصري والعاصمة القاهرة الى 450 كيلومترا، وقطعها بالشكل الطبيعي يحتاج لنحو ستة ساعات كحد أعلى، غير أن الإجراءات الحالية التي تبدأ بالتنقل من الجانب الفلسطيني إلى المصري من المعبر، وبعدها إتمام عملية الموافقة على السفر من الجانب المصري، وقطع طريق سيناء، تحتاج ليوم كامل، وهو ما يرهق كثيرا كبار السن والمرضى، خاصة وأن الكثير منهم يكون عائدا للقطاع، بعد إجراء عملية جراحية صعبة.
وترجع السلطات المصرية إجراءات التفتيش لـ»دواع أمنية» خاصة في ظل العمليات التي تشنها ضد الجماعات المسلحة في سيناء.
يشار إلى أن مصر تغلق معبر رفح منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ولا تفتحه إلا لأيام معدودة وعلى فترات متباعدة، غير أن الأشهر الأخيرة من العام الماضي شهدت تحسنا في عمليات الفتح، وأعداد المسافرين المغادرين، فبدلا من استمرار الإغلاق لثلاثة أشهر، أصبح الإغلاق يقتصر على شهر كحد أعلى، وشهدت مرات سابقة فتح المعبر لمرتين خلال شهر واحد.
يشار إلى أن الإحصائية الأخيرة لوزارة الداخلية في غزة التي تشرف على عمليات السفر، أظهرت أن السلطات المصرية فتحت بوابة المعبر خلال العام الماضي أمام حركة المسافرين بالاتجاهين 41 يوماً، بينما تم إغلاق المعبر لمدة 324 يوما، وهي نسبة أعلى من عمليات الفتح في عام 2015. جاء ذلك في ظل توجهات القاهرة الجديدة، حيث استضافت مصر قبل أشهر وفودا شعبية وأكاديمية ورجال أعمال من القطاع، أوصوا جميعا بتسهيل فتح المعبر، وكذلك السماح بعمليات التبادل التجاري.
وفي هذا السياق سمحت السلطات المصرية ضمن عملية فتح المعبر الحالية، بإدخال كميات من القمح لقطاع غزة، لصالح القطاع الخاص. وذكرت مصادر فلسطينية أن ثلاث شاحنات كبيرة، تحمل حاويات قمح دخلت إلى القطاع، عبر المعبر السبت الماضي.
وسبق ذلك أن سمحت في المرة السابقة بإدخال مواد بناء وعدد من السيارات لتجار غزة.
ويعاني قطاع غزة من نقص كبير في المواد الخام، في ظل استمرار فرض إسرائيل حصارها المشدد منذ عشر أعوام، حيث تمتع وصول الكثير من السلع للسكان، خاصة مواد البناء.
وضمن إجراءات القاهرة الجديدة للتخفيف عن غزة، وفي إطار إعادة تواصلها مع حركة حماس بعد القطعية التي حدثت عقب عزل الرئيس مرسي، استضافت مصر الأسبوع الماضي وفدا من الحركة برئاسة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي وصل غزة يوم الجمعة الماضي بعد رحلة طويلة بدأت منذ موسم الحج الماضي، وقضى معظمها في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال هنية عند عودته إلى غزة «نحن أمام مرحلة واعدة في العلاقة بين الشعب الفلسطيني وبين مصر». وأكد أن العلاقات ستشهد «نقلات نوعية للأمام» ترسخ طبيعة العلاقة التاريخية بين الشعبين، واصفا زيارة وفد حماس للقاهرة بـ»الناجحة».
وأعلنت حماس فور انتهاء زيارة وفدها لمصر أنه التقى مدير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، وأن اللقاءات مع المسؤولين المصريين بحثت عدة ملفات مهمة على الصعيد السياسي والعلاقات الثنائية، والمصالحة الفلسطينية، وأوضاع غزة في ظل الحصار، إضافة لبحث الوضع الأمني على الحدود الفاصلة.
المصدر:القدس العربي