معاناة كبيرة وكلف مالية يتكبدها الأهالي في الشمال السوري للحصول على جلسة الفشل الكلوي بسبب محدودية المراكز رغم أهميتها للمئات من المصابين الذين يرتادونها على أمل أن تتحسن أوضاعهم الصحية.
المشقة والكلف المالية ترهق المرضى
يضطر أبو فريد الرجل الخمسيني المهجر منذ نحو أربع سنوات من ريف حماة الشمالي إلى منطقة جبل الزاوية، لقطع أكثر من ١٥ كيلو مترا مرتين بالأسبوع للوصول إلى مركز غسيل الكلى في مدينة أريحا، لإجراء جلسات الغسيل متحملا الألم ومشقة الطريق.
يقول محدثنا رغم الخدمات والرعاية الصحية في مركز العلاج، إلا أنه يضطر لشراء أدوية الحديد والكلس والأدوية المدرة للبول على نفقته، والتي تشكل عبئا كبيرا على ظروف عيشه مع احتياجه الدائم لتناولها تصل لأكثر من ٥٠٠ ليرة تركي في الشهر، بعد أن فاقم انقطاع الدعم وشح الموارد للمراكز الصحية من معاناته، مضيفا وكل ذلك لايقارن بجلسات العلاج على الجهاز التي تستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات ومايصاحبها من الوهن والتعب.
يستقطب مركز غسيل الكلى ١٣٠ حالة شهرياً
ضاعف مركز أريحا في الآونة الأخيرة استقبال الحالات المرضية مقارنة بالعامين الأخيرين بعد انحسار المراكز المخصصة بالمنطقة، بسبب حملة النظام نهاية العام ٢٠١٩ والتي انتهت بالسيطرة على سراقب وبابيلا اللتان تحويان مراكز للاستشفاءن واستهداف مركز دارة عزة وتدميره ليقتصر عمل مراكز الخدمة في إدلب, أرمناز , دركوش, باب الهوى, قاح, كفرتخاريم,و سلقين.
والذي شكّل بحسب محدثنا لقمان الخطيب المسؤول الصحي ورئيس قسم أمراض الكلى في مركز أريحا، الضغط على بقية المنشآت لاستيعاب الحالات رغم تفاوت الموارد وشح وضعف الإمكانيات.
مبينا من أصل ١٧ حالة شهريا ترد بالعام ٢٠٢٠ و٢٠٢١ ضاعف المركز مستوى المراجعين بالعام ٢٠٢٢ إلى ١٣٠ حالة، مقابل أن يتكفل الأهالي في غالب الأحيان بشراء الأدوية على نفقتهم بسبب تهاوي الأسعار، بخاصة حقن الإيبوتين التي حلق سعر الحقنة لأكثر من ٨ دولارات.
تهالك المعدات أبرز التحديات التي تواجه المراكز
وبحسب القائمين ممن التقيناهم في المراكز الخدمية يعتبر قدم الأجهزة الطبية أحد أهم التحديات لتوفير الرعاية الصحية لنحو ٥٠٠ مريض موزعين في القرى والبلدات، وقال يحيى نعمة رئيس دائرة الرعاية الثانوية في صحة إدلب “تبقى محدودية الموارد وضعف الدعم أحد أهم المشاكل التي نواجهها لخدمة المصابين، مضيفا “تدخلنا في أكثر من منشأة لإمدادها بالمستهلكات الطبية والمستلزمات اللازمة لعملية الغسيل لتجنب إغلاق أبوابها, عدا عن الحاجة لاختصاصي الباطنية والقلبية وصيانة الأجهزة بحسب المسؤول الإداري في مشفى الهدايا في قاح عبدالسلام أبو عبدالله، مشيرا أن قدم المعدات والأجهزة الطبية المستعملة وإجراء عمليات الصيانة الدورية للمعدات ينعكس سلبا على مستوى الرعاية الطبية التي من الواجب تقديمها.
تقرير خبري/ نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع