من جديد تعود حرب الأنفاق للواجهة في حلب، فنقلا عن مصدر عسكري في الجيش الحر صرح ل “حلب اليوم”، أن قوات النظام قامت أمس بتفجير نفق في محيط القلعة تحت درجها، في الجهة الغربية منها والمسجل على لائحة التراث العالمي، في محاولة منها لاقتحام مناطق الثوار، ما أدى لمقتل عنصر من قوات النظام وجرح 3 آخرين.
وقد تبادل النظام والمعارضة الاتهامات حول المسؤولية عن تفجير هذه الأنفاق تحت قلعة حلب الأثرية، خاصة إثر تعرض سورها ومدخلها الرئيسي منذ فترة لأضرار بالغة، حيث انهار جزء من السور في الجهة الشمالية الشرقية للقلعة.
ولكن أغلب المحللين والموثقين في العالم، باتوا يدركوا أن قوات النظام هي التي تلقي براميل الموت فوق الأسواق والمساجد والبيوت الأثرية القديمة، إذ حمّل الموثق والإعلامي الدكتور علي حافظ المقيم في حلب القديمة ، قوات النظام المسؤولية عن الدمار الحاصل فيها لأنها هي التي تسيطر على المباني العالية المطلة على حلب القديمة والقلعة، فمسحت تاريخا بشكل كامل.
حرب الأنفاق تكتيك عسكري بدأ منذ عامين في سوريا، أضافها طرفا النزاع تحت وطأة الحاجة، في محاولة لكل منهما التقدم باتجاه منطقة الآخر.
ففي ظل استمرار النظام بمواجهة الثوار بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة برا و جوا، أصبحت الأنفاق هي الاستراتيجية الوحيدة للتصدي لقوات النظام ومواصلة التقدم باتجاه مناطقه، مما اضطر النظام إلى حفر شبكات مضادة من الأنفاق.
فعلى سبيل المثال استمرار القصف الجوي على حي جوبر الدمشقي الذي يعد محورا استراتيجيا لقربه من ساحة العباسيين ويتقاسمه طرفا النزاع، يشهد اشتباكات مستمرة ، حيث قام النظام بمتابعة الأنفاق التي حفرها الثوار كونها قريبة من ساحة العباسيين وأعلنها منطقة عسكرية، وحفر أنفاقا معاكسة لصد تقدمهم وصبها بالإسمنت عند كشفها ونصب العديد من الكمائن لهم.
ويتنافس النظام والمعارضة في حفر الأنفاق وتعميقها ، ولكن هدف النظام منها تفجير أنفاق المعارضة ، أما الأخيرة فتسعى لتجنب القصف الجوي وتفجير مبان عسكرية وتجمعات حكومية.
أما عن الفرق بين أنفاق الثوار وأنفاق النظام، يقول وائل علوان المتحدث الرسمي لأجناد الشام: ” إن أنفاق النظام عبارة عن حفر دفاعية مكثفة حول مواقعه، يقوم بتلغيمها ورصدها بحساسات الصوت والحركة، ويستغني عنها بسهولة عند تقدم قوات المعارضة، أما أنفاق الثوار فهي أطول وقد تتفرع قبل الهدف والغاية منها تدمير مقرات النظام ونسفها ومن ثم اقتحام مواقعه، مستفيدين مما أحدثه الانفجار من الهلع والفوضى بين صفوفهم، وكل طرف يعمل جاهدا لكشف أنفاق الآخر”.
في ظل انعدام التكافؤ في التسليح والمعدات مقارنة مع ترسانة النظام وتجهيزاته، لم يكن حفر الأنفاق شيئا سهلا ، لعدم امتلاك المعارضة معدات حفر حديثة وآليات كهربائية لإنجازه يستغرق الثوار أشهرا في حفر هذه الأنفاق، إلا أن هذه الأنفاق أحرزت تقدما كبيرا على كافة الجبهات والتي ساهمت بحسم العديد من المعارك، في دمشق وحلب وادلب وأريافها ، أبرزها كان استهداف مبنى فندق “الكارلتون” الذي اتخذته قوات النظام مقرا عسكريا لينتفض منه الدخان بكبسة زر واحدة، وكذلك في تحرير مناطق استراتيجية أخرى مثل معسكري وادي الضيف والحامدية في ادلب.
وكان لحفر الأنفاق تأثير نفسي عميق في نفوس صفوف عناصر الأسد، فباتوا يتوقعون أن يأتي الموت بغتة من تحت أقدامهم أو من خلفهم، كما حدث في مشفى جسر الشغور أثناء حفر الثوار لنفق حول المشفى لتلغميه ومن ثم تفجيره، فناشد الضباط المحاصرون بشار الأسد ليغطي عملية هروبهم بمئات الغارات الجوية.
سلوي عبد الرحمن