وتحاصر قوات نظام بشار الأسد مدينة داريا بشكل شبه كامل منذ نحو أربعة أعوام، في محاولة لإعادة السيطرة عليها من أجل تأمين العاصمة دمشق من الناحية الغربية.
وعلى مدى هذه السنوات تعمد النظام استخدام سلاح التجويع لإخضاع المدينة وأهلها، ولإعادة السيطرة عليها بحسب ما تقول المعارضة السورية، بعد مئات القتلى والجرحى من أبنائها الذين سقطوا بنيران قوات الأسد.
وتقول رنا أم سعيد -المقيمة في مدينة داريا- إنهم يعتمدون على الماء والملح والأرز، وتضيف أنهم يضطرون أحيانا إلى أكل الحشائش لتجنب الموت جوعا، “أما الخبز والفواكه واللحم فقد نسيناها منذ زمن”.
مسن يجلس على أنقاض منزله المدمر في داريا (الجزيرة نت) |
وتضيف أم سعيد -في حديثها مع الجزيرة نت – أنها وأولادها يعانون من الحصار منذ أربعة أعوام، وكثيرا ما اضطروا لقضاء أيام في أقبية يتخذها الناس ملاجئ وملاذات من القصف.
وعن الأوضاع الصحية، تقول إن داريا لا يوجد فيها إلا مستشفى وحيد يقدم خدمات متواضعة بسبب نقص الدواء، وتحكي أنها اضطرت للذهاب إليه لمرض ابنها فلم يعطها الكادر الطبي إلا حبتي دواء وشرابا منتهي الصلاحية، ونصحها بأن تعتمد على الأعشاب.
يذكر أن النقص الحاد في الغذاء والدواء تسبب في وفاة عدة أطفال من سكان داريا خلال سنوات الحصار، فضلا عن حالات الهزال الشديد بين الأهالي، ولم يحل ذلك دون استمرار النظام في تشديد الحصار بهدف الضغط على فصائل الثورة للانسحاب من المدينة التي لا تبعد عن القصر الرئاسي إلا عدة كيلومترات.
تخفيف الحصار
من جانبه، يحاول المجلس المحلي لمدينة داريا تخفيف معاناة السكان المحاصرين وفق ما يتوفر لديه من إمكانيات، مع محاولة نقل الصورة الحقيقية التي يعيشها الأهالي في المدينة للعالم الخارجي.
ويقول أمين سر المجلس ماهر خولاني -للجزيرة نت- إن وفدا من الأمم المتحدة دخل إلى داريا منتصف الشهر الماضي لتقييم الوضع الإنساني، دون أن يُدخل أية مواد إغاثية إلى المدينة التي قضت أطول مدة تحت الحصار من بين المدن السورية.
وحذر خولاني من أن المدينة وصلت إلى حالة خطيرة تنذر بحلول كارثة إنسانية بسبب افتقارها إلى أبسط مقومات الحياة على مختلف الصعد الطبية والغذائية والوقود وغيرها، مضيفا أن المطلب الأساسي لأهلها هو فك الحصار بشكل كامل، وعدم ترك داريا رهن ابتزاز النظام واتخاذه المدنيين والأطفال ورقة للمساومات السياسية.