أنجزت بنجاح المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في الزبداني والفوعا كفريا بين حزب اللهوالمعارضة السورية المسلحة، حيث تم إجلاء سبعين جريحا و53 مرافقا لهم من مدينة الزبداني نحو مطار بيروت الدولي ومنه إلى الأراضي التركية.
وأقلت سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري وحافلات نقل ركاب من داخل المدينة الجرحى إلى بلدة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان، باشراف مباشر من مندوبين تابعين للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.
وبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الزبداني-الفوعا كفريا، مع قيام جرافات تابعة للنظام السوري بإزالة العوائق الإسمنتية والسواتر الترابية عن الطريق المؤدية إلى داخل الحي القديم في الزبداني.
وقال شهود عيان في المدينة للجزيرة نت إن مقاتلين من حزب الله وجيش النظام السوري عملوا على إزالة السواتر الترابية وفتح الطرق المؤدية إلى داخل الزبداني، حيث عبرت “حاجز الهدى” حافلات وسيارات الإسعاف إلى داخل المدينة.
وأضاف الشهود أن جرحى المعارضة السورية المسلحة تجمعوا في الحارة الغربية من المدينة قبل بدء انتقالهم بسيارات الهلال الأحمر السوري إلى محيط جديدة يابوس، سالكة طريق ما يعرف بـ”الخط العسكري” إلى ساحة السوق الحرة السورية.
وفي تلك المنطقة كانت تنتظر سيارات إسعاف الصليب الأحمر اللبناني والصليب الأحمر الدولي وعناصر من الأمن العام اللبناني الذي أشرف على تنفيذ الاتفاق عند الحدود وداخل مطار بيروت.
وأكد شهود العيان أن الاستخبارات السورية التابعة للنظام واكبت القافلة لحظة خروجها من الزبداني حتى المنطقة التي تعرف باسم “الفيلق” عند أطراف جديدة يابوس المتاخمة للحدود اللبنانية، قبل أن يتولى الأمن اللبناني مواكبتها إلى بيروت.
ساعات انتظار
واستغرق تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الزبداني-الفوعا كفريا بين المعارضة السورية وحزب الله، داخل الأراضي السورية أكثر من ثماني ساعات من الانتظار الطويل في ظل طقس بارد.
وشارك في تنفيذها من الجانب اللبناني أكثر من مئة مسعف من الصليب الأحمر اللبناني الذي خصص 13 سيارة إسعاف لنقل جرحى وسبع سيارات أخرى لحالات الطوارئ وأربع حافلات لنقل مرافقي الجرحى.
وقال أحد المسؤولين في الصليب الأحمر اللبناني للجزيرة نت إن هنالك فقط ثمانية جرحى بحالة حرجة نقلتهم سيارات إسعاف إلى مطار بيروت من جديدة يابوس.
وأضاف أن فرقا طبية من الصليب الأحمر اللبناني أجرت فحوصا طبية على جميع الجرحى والمرافقين لهم في جديدة يابوس أثناء عملية التسليم من قبل الهلال الأحمر السوري.
أطفال سوريون يحملون الورود عند معبر المصنع اللبناني تحية لجرحى الزبداني الذين تم إجلاؤهم (الجزيرة) |
استقبال شعبي
وكان في انتظار جرحى الزبداني عند معبر المصنع على الجانب اللبناني من الحدود، المئات من النازحين السوريين ومن اللبنانيين حيث نثروا الورود والأرز على القافلة، رافعين لافتات ترحب بهم وهاتفين للزبداني.
وقال نائب رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان عدنان إمامة للجزيرة نت إن الجرحى وعائلاتهم صمدوا صمود الأبطال في الزبداني. واصفا ما جرى في المدينة بالصمود الأسطوري لأكثر من تسعة أشهر تحت الدمار.
وأضاف إمامة أنه “لم يبق في الزبداني حجر فوق حجر، ونحن هنا لنعبر لهم عن تقديرنا لصمودهم الأسطوري ودفاعهم ليس عن بلادهم فقط وإنما عن كل الأمة”.
بدوره قال الناشط الإعلامي السوري علي إبراهيم إن “الزبداني تعرضت لعملية خذلان والمدينة تحملت الكثير من الدمار والقصف، وما يجري اليوم قد يعتبره البعض انتصارا والبعض آخر يرى فيه هزيمة”.
وأضاف في حديث مع الجزيرة نت “كنا نريد فرحة أخرى ونصرا آخر .. فنحن نريد بناء دولة وإسقاط نظامبشار الأسد”.
وأكد إبراهيم أن “المدنيين في الزبداني تعرضوا لعملية تجويع، وكان الجرحى منهم في وضع مأساوي، فبعضهم قطعت أطرافهم وأصيبت جروحهم بالتهابات خطيرة”.