ارتقى يوم أمس السبت الدكتور سمير عجينة الأخصائي في الطب التجانسي نتيجة القصف الذي تعرضت له بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية بريف دمشق ، و الشهيد الدكتور من أبناء حي جوبر الدمشقي انخرط بالثورة السورية منذ البدايات ، فكان له دور كبير في تنظيم المظاهرات السلمية في الحي وله نشاط سياسي ، و اعتقلته قوات الأسد خلال الثورة مرتين ، حيث كانت أولها في الخامس عشر من الشهر الرابع من العام 2011 و قضى خلالها اثنان وخمسين يوماً في فرع المخابرات الجوية بدمشق ، وأما الثانية كانت في الثامن من الشهر الثامن من ذات العام و بقي في المعتقلات 659 يوماً تنقل خلالها بين العديد من الأفرع الاستخباراتية ، و التي شهد فيها العديد من حوادث التعذيب في كل من فرع التحقيق (مطار المزة) و فرع المعلومات وفرع الإدارة (الإيداع) التابعين للمخابرات الجوية في العاصمة دمشق .
و خرج الدكتور عجينة من بعد فترة إعتقاله الثانية في الثامن والعشرين من الشهر الخامس من عام 2013 عبر صفقة تبادل على ضابطين من ضباط الأسد المحتجزين عند كتائب الثوار ، و حين خروجه من السجن توجه إلى الغوطة الشرقية وعاود عمله و نشاطه الثوري فكان عضواً في المجلس المحلي لحي جوبر ، ومدرباً في التنمية البشرية في “دبلوم النجاح” أحد المشاريع التي أقيمت في الغوطة الشرقية ، كما انتخب مؤخراً ليكون عضواً في الأمانة العامة لللغوطة الشرقية التي تعمل على زيادة التنسيق بين الفصائل العسكرية والقوى المدنية في الغوطة ، كما أنه صرح بما شاهده خلال فترة اعتقاله للعديد من المنظمات الحقوقية منها مركز توثيق الانتهاكات في سوريا الذي أجرى معه مقابلتين مطولتين بتاريخي” 23-25″ من الشهر السادس من عام 2013 .
و صرح في مقابلته الاولى أنه لم يخفِ خروجه بالمظاهرات ضد نظام الأسد عند المحقق ، حيث قال “لم أُخفِ أني كنت أخرج بالمظاهرات ولدي مطالب سياسية تتعلق بالدرجة الأولى بالحريات وحقوق الانسان وتداول السلطة وأننا خرجنا في مظاهرات بهذا الهدف، وأنني كنت مشاركا في تنظيم المظاهرات ، و لذلك اعجب المحقق بكلامي واعتبره كلاما جيدا في ذلك الوقت” ، كما و قد ذكر في إفادته لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا أيضا عن أحداث اعتقاله “عندما نقل الى مطار المزة (فرع التحقيق) قائلا : “كان يوجد عنف كبير في التعامل مع المعتقلين ولكنني لم أتعرض لضرب كبير وعنيف مقارنة بهم” .
و أضاف الشهيد الدكتور أيضا “أدخلوني الى قسم الدراسات داخل المطار وبدأوا بضربي بأيديهم وأرجلهم وهم يقولون لي (لن تخرج من هنا على قيد الحياة وستموت هنا)” ، اما في حديثه عن اعتقاله الثاني فقد تكلم عن يومه الأول في السجن وكأنه الموت بحد ذاته “في اليوم الأول وضعونا في النظارة بعد أخذ الأمانات وكنت شبه غائب عن الوعي بسبب الضرب الذي تعرضت له في الباص ، كان الجو حار جدا والعدد كبير وبدأ التنفس يضيق لدي ، حيث كنت اعاني من ألم شديد في القسم الأيسر بالقفص الصدري بسبب الضرب ، و لذلك ظن رفاقي في الغرفة أنني كنت أحتضر” .
أما في فرع المعلومات الذي كان فرع التعذيب الأكبر للشهيد الدكتور سمير عجينة حيث قال ” كانوا يضربوني أكثر شيئ بالكبل الكهربائي، أو قضيب حديدي على ظهري وأقدامي ، و بعد أربع ساعات تقريبا كان يسألني وإذا لم أجب كما يريد يستمر بالضرب حتى أقول له سأجيبك كما تريد فيقول لا نريد الحقيقة ، فأُصر على ما قلت ويعاود ضربي مع الشتم المستمر للمقدسات والشرف” وبسبب الفترة الطويلة التي قضاها الشهيد في الاعتقال الذي وصفه بالجحيم بسبب وضعه الصحي الذي ساء بسبب الضرب المبرح ، و قال ايضا “في البداية كنت أتحمل ان أقف لمدة 12 ساعة ولكن في المرحلة الأخيرة وبعد ضعفي لم أكن استطيع الوقوف أكثر من ساعة واحدة ، وذلك بسبب قلة الطعام والماء.” عدا عن التهديد الدائم الذي كان يتلقاه باعتقال أهله واغتصابهم أمام عينيه .
شبكة شام