مشكلة البطالة من أهم المشاكل التي تواجه الأهالي في محافظة إدلب المحررة وخصوصاً بعد ازدياد الكثافة السكانية نظراً لقيام النظام بتهجير مناطق كثيرة وإرسالهم إليها، وانتقال مؤسسات النظام في إدلب إلى حماه و تدمير البنى التحتية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة ومواجهة واقع سيء، ليظهر دور المنظمات الإنسانية فاعلاً على الأرض ومساهماً في وضع حلول من شأنها الحدَ من انتشارها.
“خالد السيد علي” (30عاما) موظف سابق في مؤسسات الدولة يخبرنا قصته “كنت موظفاً لكن اضطررت إلى ترك عملي بعد انتقال مؤسسات الدولة في إدلب إلى حماه بعد تحريرها، حالي كحال أغلب الموظفين الذين تركوا عملهم بسبب خوفنا من الذهاب إلى حماه تلافياً للاعتقال و بطش النظام الذي لا يرحم لا موظف ولا غيره، و لم أجد إلى الآن فرصة عمل لتلبية احتياجات أسرتي اليومية و ليكون لديَ دخل ثابت، (يقول بحرقة و الدموع تكاد تنهمر )، يا اخي شو بدنا نساوي ما حدا نفد من أضرار هل حرب لا موظف ولا غيرو كلنا بالهوا سوا )”.
توجهنا بسؤالنا إلى السيد أحمد الهلالي (33عاما) أحد العاملين في المنظمات عن أسباب انتشار البطالة بهذا الشكل الكبير يجيب قائلاً ” لعل أهم اسبابها الخوف من إقامة مشاريع استثمارية بسبب القصف والأوضاع الأمنية المتدهورة وهجرة رؤوس الأموال إلى خارج البلاد (يا اخي ما حدا مضطر يحط الأموال لي عندو ببلد مصيرا مجهول، من قصف لهدنة و من هدنة لقصف).
يستطرد متابعا حديثه:” واأيضاً من أسباب البطالة تدمير البنى التحتية والمشاريع الإنتاجية والمصانع ، وأبرز الأسباب ازدياد الازدحام السكاني بسبب تهجير المناطق السورية وإرسالها إلى إدلب (يا أخي كل هل ناس وين رح تلاقي شغل و بهل أوضاع كمان) “.
أما عن دور المنظمات فقد تحملت الأعباء الكثيرة لسد احتياجات الأهالي و مكافحة ما يمكن من هذه المشاكل، قامت بتوزيع كراتين إغاثية من غذاء ومستلزمات صحية لجميع المحتاجين بشكل شهري وتوزيع ما يسمى الرغيف الخيري بشكل يومي.
كما ساهمت أيضاً بمراقبة السلع وتخفيض أسعار العديد من المواد الغذائية والتموينية ، وفي المجال الصحي قامت بتغطية جانب كبير منه حيث تكفلت ببعض الحالات ذات العلاج الباهظ و تقديم بعض الأدوية بالمجان، بالإضافة لمحاولتها إقامة بعض المشاريع البسيطة حسب إمكانياتها لتوفير فرص العمل وإن كانت قليلة لكنها مساعدة كخطوة ايجابية لتلافي مشاكل البطالة والتقليل منها وسد احتياجات الأهالي.
أوضاع معيشية صعبة وأحوال سيئة وما زال التهجير مستمراً والازدحام السكاني في ازدياد فمهما كانت إمكانات توفير فرص عمل و مكافحة هذه المشاكل ستبقى الفجوة كبيرة و الوضع المعيشي متردي.. وبانتظار فرج قريب يمسح ألم المعاناة.
المركز الصحفي السوري _حنين حمادة.