علنت الشرطة البريطانية ليل الأربعاء/الخميس ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الذي وقع في محيط البرلمان في لندن أمس الأربعاء إلى خمسة قتلى بينهم منفذ الهجوم فضلا عن 40 جريحا.
وقال قائد شرطة مكافحة الارهاب البريطانية مارك راولي ان الهجوم الارهابي الذي وقع امام مقر البرلمان في وسط لندن الاربعاء اسفر، اضافة الى مقتل منفذه برصاص الشرطة، عن اربعة قتلى هم شرطي وثلاثة مدنيين، واصابة 40 شخصا بجروح.
وقال راولي في تصريح امام مقر شرطة سكوتلانديارد “لا اريد ان اعلّق على هوية المهاجم (…) ولكننا نرجّح فرضية الارهاب الاسلامي”.
وقالت الشرطة البريطانية إنها لن تعلق على هوية المهاجم في الوقت الراهن، وأعلنت انها تعتقد أنها على علم بهويته.
واعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مساء الاربعاء ان مستوى التهديد الارهابي في المملكة لن يتغير على الرغم من الاعتداء.
وقالت ماي في خطاب متلفز من أمام مقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت إن “مستوى التهديد الارهابي في بريطانيا تم تحديده منذ فترة عند مستوى الخطر الشديد، وهذا الامر لن يتغير”.
وفي نهاية آب/اغسطس 2014 رفعت بريطانيا مستوى التهديد الارهابي في البلاد الى درجة “الخطر الشديد” اي الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات تصاعدية.
وبعيد ظهر الاربعاء وفي قلب العاصمة البريطانية، قام رجل في سيارة رباعية الدفع بدهس المارة على جسر وستمنتسر فوق نهر التايمز والذي يوصل الى مقر البرلمان والى برج ساعة بيغ بين.
وبعد ان خرج من الجسر صدم سيارته بحاجز الطريق ثم خرج منها وهو يركض نحو اسوار مقر البرلمان حيث كانت رئيسة الحكومة قد القت خطابا امام النواب.
وقام المهاجم بطعن شرطي، فاطلق عناصر اخرون من الشرطة النار عليه حين كان يستعد لمهاجمة شرطي آخر، ما ادى لإصابته وفي وقت لاحق أُعلن مقتله.
نفي مسؤولية عمر أبو عز الدين
إلى ذلك نفت القناة البريطانية الرابعة ما كانت نشرته سابقا حول شخصية منفذ عملية الهجوم.
وقالت القناة أن الشرطة البريطانية نفت أن يكون عمر أبو عز الدين هو منفذ العملية كما أعلنت وسائل إعلام بريطانية سابقا، مشيرة إلى أن “أبو عز الدين” قيد الاعتقال أصلا وبالتالي لا يمكن أن يكون هو منفذ العملية.
وكانت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية نقلت عن وسائل إعلامية أن “أبو عز الدين” هو منفذ العملية، وأضافت أن اسمه كان عند الولادة “تريفور بروك” قبل أن يتحول للإسلام ويطلق على نفسه اسم عمر، لكنه يفضل أن يطلق عليه “أبو عز الدين”.
وبعد إعلان القناة الرابعة أن “أبو عز الدين” معتقل في السجون البريطانية، حذفت “الإندبندنت” خبرها السابق عنه.
واستنكرت عدة دول من بينها الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا ومصر وقطر وفلسطين الهجوم، وذلك في تصريحات وبيانات منفصلة.
ترامب يعرض دعما أمريكيا كاملا
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس دونالد ترامب عرض على رئيسة وزراء بريطانيا تعاون ودعم الولايات المتحدة الكامل عقب الهجوم.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند: “لقد تعرضت فرنسا لهجمة شديدة العام الماضي لدرجة أننا نتفهم ما يعانيه الشعب البريطاني اليوم.. ومن الواضح أنه ينبغي علينا أن ننظم أنفسنا على مستوى أوروبا وما وراء ذلك”.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني: “إن إيطاليا تقف بجانب بريطانيا شعبا وحكومة، في أعقاب هذا الهجوم الذى ضرب قلب لندن ومؤسساتها الديمقراطية”.
ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: ” نقف صامدين جنبا الى جنب مع بريطانيا في محاربة كل شكل من أشكال الإرهاب”.
وأعرب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل عن تعازيه قائلا: “تعازينا لكل من تضرروا في لندن. إن بلجيكا تقف بجوار المملكة المتحدة في مكافحة الإرهاب”.
وقال مفاوض الاتحاد الأوروبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه “نعرب بوضوح عن تضامننا مع المواطنين البريطانيين”.
وقالت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجن: “مشاعري مع الجميع في ويستمنستر وحولها ممن تأثروا بهذا الحادث المروع ، ومع خدمات الطوارئ الشجاعة”.
دول الخليج تصف الهجوم بـ”الإجرامي الجبان”
ودانت دول مجلس التعاون الخليجي “بشدة” الهجوم.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان، إن “دول مجلس التعاون تدين بشدة هذا الاعتداء، باعتباره جريمة مروعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الانسانية والأخلاقية”.
وأعرب الزياني عن ثقته في قدرة الأجهزة الأمنية البريطانية على كشف ملابسات هذا “العمل الإجرامي الجبان”.
وأكد “تضامن دول مجلس التعاون ومساندتها للمملكة المتحدة الصديقة في كل ما تتخذه من إجراءات أمنية للحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها”.
وأعرب الزياني عن تعازيه للحكومة البريطانية ولذوي الضحايا، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.
أردوغان يُدين بشدة هجوم لندن الإرهابي
كما أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة، الهجوم الإرهابي. جاء ذلك في تغريدة باللغتين التركية والإنجليزية على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “توتير”، حيث كتب أردوغان “أدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في لندن”.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تتقاسم وتشعر بعمق آلام المملكة المتحدة.
وأعرب عن تعازيه لذوي ضحايا الهجوم الأليم، وشعب المملكة المتحدة الصديق، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وأكد أردوغان أن تركيا تتضامن مع المملكة المتحدة الصديقة والحليفة في محاربة الإرهاب الذي يُشكل تهديدا كبيراً للأمن والسلام العالمي.
برج إيفل يطفىء أنواره تضامنًا مع ضحايا لندن
وأعلنت بلدية العاصمة الفرنسية باريس، أن برج إيفل يطفىء أنواره ابتداء من منتصف ليل الأربعاء الخميس بالتوقيت المحلي (23 تغ)، تكريمًا لضحايًا هجوم العاصمة البريطانية لندن.
وفي وقت سابق، أعربت عمدة باريس آن هيدالغو، في بيان، عن “تضامنها مع نظيرها عمدة لندن صادق خان”.
ولفتت أن “باريس ولندن تجمعهما علاقات صداقة وثيقة ما انفكت تتعزز في العقود الأخيرة”.
الدس العربي