أفاد مسؤول محلي عراقي في محافظة صلاح الدين (شمال)، بارتفاع حصيلة الهجمات الانتحارية التي استهدفت مرقداً شيعياً بقضاء بلد، اليوم الجمعة، إلى 48 قتيلاً و70 جريحاً، بالإضافة إلى عدد من المفقودين.
وشهدت محافظة صلاح الدين، في الساعات الأولى من اليوم، مقتل وإصابة عدد من الأشخاص جراء تفجيرات انتحارية استهدفت مرقد “السيد محمد بن الإمام الهادي” في قضاء بلد.
وقال “رضي محمد”، عضو المجلس المحلي للقضاء للأناضول إن “حصيلة الهجمات الانتحارية التي استهدفت مرقد “السيد محمد بن الإمام الهادي”، ارتفعت إلى 48 قتيلاً و70 جريحاً، ولم يتم التعرف سوى على 5 جثث للقتلى فيما الجثث الباقية مجهولة الهوية بسبب تعرضها للاحتراق”.
وأضاف أن “هناك 10 أشخاص في عداد المفقودين بسبب شدة التفجيرات الذي استهدف سوق المرقد”، مشيرًا إلى أن “السوق يشهد توافد مئات الزائرين من مختلف المناطق بمناسبة عيد الفطر”.
ووفق “علي الدجيلي” عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين للأناضول، فإن تعزيزات عسكرية وصلت إلى القضاء من العاصمة بغداد ومناطق أخرى لتأمين المرقد.
وقال “الدجيلي” إن “أضرارًا بالغة أصابت إحدى بوابات مرقد السيد محمد أثناء تفجير أحد الانتحاريين نفسه”، لافتاً إلى أن “عدد القتلى كان يمكن أن يتضاعف لو تمكن الانتحاري من الدخول إلى المرقد، حيث كان الآلاف يتواجدون فيه”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لوزارة الدفاع العراقية، في حصيلة أولية مقتل 30 شخصًا وإصابة 50 آخرين، في الهجمات نفسها.
وقالت إن “عصابات داعش الإرهابية استهدفت مرقد السيد محمد بن الإمام الهادي في قضاء بلد، بالهاونات، أعقبه هجوم بثلاثة انتحاريين”.
من جهته، تبنى تنظيم “داعش” الهجمات الانتحارية بقضاء بلد، وقال إن ثلاثة انتحاريين تمكنوا من تفجير أنفسهم في “أضرحة الشرك” وفق تعبيرهم.
وذكر بيان نشرته وكالة “أعماق” المحسوبة على التنظيم أن “الأخوة المجاهدين في ولاية صلاح الدين هاجموا أضرحة الروافض الشركية فنفذت الأخت جعدة الأنصارية، والأخ أبو عمر المقدسي، والأخ إبراهيم التكريتي الهجوم على ما يسمى السيد محمد”.
وفي السياق ذاته، وجّه مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري)، اليوم، سرايا السلام (إحدى الفصائل الشيعية المسلحة التابعة له) بالتوجه إلى قضاء بلد، وحماية مرقد “السيد محمد” بعد تعرضه لهجمات انتحارية.
وقال الصدر في بيان له “بعد أن أقدم شذاذ الآفاق على جريمة أخرى وعمل إرهابي وحشي آخر على مقدساتنا في بلد، وما آلت إليه الأوضاع الأمنية إلى الأسوأ بعده، صار لزامًا على سرايا السلام التوجه إلى المكان المقدس وبالتنسيق مع القوات الأمنية والمسؤولين في السرايا”.
وتأتي الهجمات الانتحارية بعد أقل من أسبوع على هجوم انتحاري استهدف منطقة “الكرادة” وسط بغداد، وأوقع 292 قتيلاً و200 جريحًا بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة العراقية.
ووقع التفجير، الذي أعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عنه حينها، أثناء ذروة اكتظاظ المنطقة بالمارة، حيث يفضل السكان قضاء أوقاتهم خارج المنزل أثناء الليل في شهر رمضان، أو القيام بالتسوق من أجل عيد الفطر.
الأناضول