مع حلول الشتاء واقتراب العواصف والأمطار، بدأت تفتقد المناطق المحررة في ريف إدلب لجميع أنواع المحروقات، والتي تستخدم للتدفئة في فصل الشتاء.
ويعد السبب المباشر لقطع المحروقات هو الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على منابع النفط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، واستهداف ناقلات النفط التي تعبر باتجاه المناطق المحررة من محافظة الرقة، حيث دمرت غارات التحالف ما يزيد عن 600 ناقلة لجميع أنواع المحروقات، ما جعل سعر مادة المازوت التي تستخدم للتدفئة يصل إلى 300 ليرة سورية إن وجدت، بالإضافة إلى سيطرة النظام على عدة قرى هامة في ريف حلب الشمالي، وإغلاقه الطريق عن باقي المناطق المحررة.
وأفاد لنا محمود أحد مالكي هذه الناقلات” إن طائرات التحالف لم تدع أي ناقلة بالتحرك إلا واستهدفتها، ما جعل المحروقات تفقد في المناطق المحررة، حيث بلغ سعر مادة الكاز الضرورية للمنازل 250 ليرة سورية لعدم قدرتنا على نقلها من المحافظات الشرقية”.
ولم يتوقف الأمر على التدفئة فحسب، بل أثر سلباً على المولدات التي يستخدمها المواطنون عوضاً عن الكهرباء التي لم يرونها منذ سنتين، حيث تعمل هذه المولدات على مادة المازوت، وتصل الكهرباء للمواطن عن طريق اشتراكات شهرية، وإن ارتفاع سعر المازوت سيؤدي إلى ارتفاع سعر الاشتراك الذي يتلقاه المواطن، ما يحملهم عبئاً جديداً على الدخل المحدود الذي يكسبونه.
وأفاد إبراهيم وهو مالك إحدى المولدات للمركز الصحفي السوري” إذا استمر غلاء سعر المحروقات بهذا الشكل ستؤدي إلى ارتفاع سعر الاشتراك على المواطنين، وستنفذ مخزونات المازوت لدينا، مما سيؤدي إلى توقف المولدات عن العمل وعودة الظلمة إلى مناطق ريف إدلب”.
وإن فقدان شريان الحياة حسب ما يسميه سكان ريف إدلب خلق معاناة جديدة، حيث أثرت على أسعار المواد الغذائية، وارتفاعها بشكل كبير، حيث بلغ سعر مادة السكر 250 ليرة سورية، وإن أكبر المتضررين جراء فقدان المحروقات وهو سوق الخضار، حيث بلغ سعر كيلو البندورة إلى 200 ليرة سورية ، وسعر كيلو الخيار إلى 175 ليرة، الأمر الذي أضجر سكان المناطق المحررة، بسبب الغلاء الكبير والدخل الشبه المعدوم للمواطن، خلال سنون الحرب الطويلة التي مرت بهم.
وأدلى لنا محمد من مواطني ريف إدلب الجنوبي عن المعاناة التي يمر بها المواطن قائلاً:” إن تجار الدم السوري وأصحاب النفوس الضعيفة يستغلون ارتفاع أسعار المحروقات للتحكم بأسعار المواد الغذائية ورفعها إلى مستويات خيالية بالنسبة للمواطن، بحجة ارتفاع تكلفة نقلها من الأسواق المحاذية للأراضي التركية، حيث بلغ سعر كيلو السمن إلى 500 ليرة سورية، ما دفع ذوي الدخل المحدود إلى التخلي عن شرائها”.
وتعد مصادر المياه التي يلجأ إليها المواطنون لتأمين مياه الشرب، الأكثر ضررا في أزمة المحروقات التي بدأت في تنكيل المعيشة للمواطن السوري في المناطق المحررة، حيث يتم استخراج الماء عبر شفاطات ضخمة تعمل على مادة المازوت، ويتم نقلها للمواطن عبر صهاريج المياه، ويبلغ سعر صهريج المياه قبل ارتفاع أسعار المحروقات إلى 800ليرة سوري لكل 1000 ليتر، أما بعد هذه الأزمة الخانقة تحول سعره إلى 2000 ليرة سورية، لاستغلال الحاجة الماسة إليها.
بعد معاناة سكان الشمال السوري جراء فقدان المحروقات، يناشد سكان ريف إدلب التحالف الدولي السماح لصهاريج الحياة حسب تسمية المواطنين لها الوصول إلى المناطق المحررة، لتخفيف الضغط الكبير الذي ألم بهم من تجار الموت، الذين استغلوا هذه الأزمة لخلق أزمات أشد وطأة على المواطنين.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي