ويستمر الطيران باستباحة سماء ادلب لليوم الثالث، سماء غزتها أسراب من الطائرات الهائجة ومن أخبرها بأن هذا موطنها.
قصف ودمار متواصل ومدينة يخنقها سكون مرعب الشوارع تكاد تكون خالية وعقول تملؤها الحيرة ووجع يملأ قلوب الجميع.
“هون كل شي بحياتنا هون تربينا هون لعبنا هون ضحكنا هون بكينا هون كان الجار للجار، بس يا حسرة ما ضل جار ولا حجار فوق حجار صاروا كومة رماد، لك إيه ما ضل حكي يطلع من القلب … إلنا الله ..حجار حارتنا بيتنا وين صرتوا ؟؟”.
كلمات مؤلمة نشرها عبد العزيز على صفحته على الفيسبوك الذي يقطن في تركيا مع عائلته بعد أن صور له أصدقاؤه بعضا من دمار منزله جراء الغارة الروسية أول أمس.
غارات متواصلة وادلب لا تعرف الهدوء ترقب حذر وصفارات الإنذار لا تهدأ والناس تتخبط إلى أين المفر، فالنزوح إلى المزارع لم يجد نفعا وبات خطرا أيضا، فالطيران استهدف يوم أمس طريق بنش بغارتين جويتين بعد أن نزحت إليه عوائل كثيرة في الأراضي الزراعية.
لم يبق لأهالي المدينة إلا الدعاء واستجدائه من كل شخص، كثيرون بادروا بكتابة منشورات على صفحاتهم تطلب من الناس الدعاء لإدلب، أبو الهدى كتب ” ادعوا لأطفالنا لا تدعو إلنا نحنا الكبار، الله يشيل من عمرنا ويمد بعمرهم ” الصغار هم أكثر من تأذى من هذه الحرب.
“أطفالنا هم أملنا وليسوا إرهابيين”، أم عبدو التي شاركت بعضا من صور الأطفال الذين قضوا بهذا القصف الهمجي وكتبت تعليقا على الصور ” شارك ليعرف العالم أن أطفال مدينتي إرهابيون.. مسلحون !! هكذا هم يزعمون .. اللهم عجل بالانتقام اللهم عجل بالفرج .. اللهم أرنا بالظالمين عجائب قدرتك “.
كلمات كثيرة تصف حالة الرعب التي تعيشها مدينة سميت بالخضراء والآن ربما يصبح اسمها الحمراء.
فمن كلمات محمد “رائحة الموت تنتشر في كل مكان في مدينتي المنكوبة”، إلى كلمات عماد ” قصف وقتل وتدمير ثم تشريد، أيتام ترتعش وأطفال تبكي ونساء تنوح ينامون على أمل بالفرج القريب فيستيقظون في الجنة”.
أما بلال الذي وصف مدينته العصية الحائرة المتجبرة “هي ليست بريئة ولاسيئة، هي متوسطة القبر طويلة الصمت، فقيرة البوح وغنية بالله عن الناس أجمعين “.
الناس لم تعد تستجدي المجتمع الدولي للنظر بحالنا إنما تستجدي الله وحده فكل تلك الشعارات “والهاشتاغ” عن ادلب لم يعد يجد نفعا ، وهذا ما أصرت عليه صفاء أن “هاشتاغ” #أنقذو_ادلب هو هاشتاغ فاشل لأن إنقاذ المدينة لا يحتاج لمناشدة فالإبادة مستمرة أمام مرأى العالم قاطبة وتصحح بدورها النداء لتقول..#إدلب_نبض_الأمل ..
لمدينة أسموها بالمنسية ولا يعرفون كيف ينسوها ويتركوا سماءها بسلام والكلمات الأخيرة … حلو عن سمانا…
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد