إن أكثر ما يلوع القلب ويتعب العقل ويقتل الجوف أن تكون ببلدك ووطنك محاصر بسلاح جيرانك المستورد من الخارج وإن أكثر ما يحزنك أن يطلب منك أن تدفع المال لقاء أن يفك أسرك.
طريقة الحصار ودفع المال لفك القيود استعملها النظام وتنظيم الدولة في كل مناطق سوريا التي غدت ضحية لهم، وأطبق الحصار بشكل كبير على الأطفال والنساء لأجل تحقيق الأهداف.
في درعا والغوطة الشرقية وحمص وحلب الشرقية كان النظام يحاصر مئات الالاف من المدنيين في منازلهم، وتحت قصف طائرات روسيا والمدفعية الثقيلة وتنهار الأبنية فوق رؤوس الأطفال وسط صراخ النساء وأنين الرجال دون أن يفك العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الأنسان الحصار مرة واحدة عن المحاصرين.
في مخيم الركبان الذي يضم 60 ألف مدني بينهم عشرات الالاف من الأطفال والنساء يموتون بالمرض والجوع في وسط عالم يدعي الرقي والإنسانية يرى كيف يحاصر النظام أبناء سوريا ووضعهم تحت خيار الاستسلام له أو دفع المال عن كل شخص كي يفك عنك الحصار.
في مناطق سيطرة تنظيم الدولة يتواجد أكثر من 50 ألف مدني في مدينة هجين وبلدات الشعفة والسوسة والبو خاطر محاصرين من جانبين من قوات سوريا الديمقراطية ومن التنظيم ويختلفون فيما بينهم على طريق فتح معبر لخروج المدنيين الذين يهددون بالموت بغارات التحالف الدولي كل يوم .
تنظيم الدولة يشترط تسعيرة خروج على المدنيين وتصل إلى 700 دولار لكل شخص يخرج ومن معه سيارته أو جراره يدفع 1500 دولار لينتقلوا إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية ليبدأوا طريق أخر ورحلة جديدة .
ادفع المال وتخرج من الحصار وسيلة لابتزاز المظلومين الذين وضعوا أمام خيارين خيار الدفع ولانقود لديهم وخيار الموت ولا حياة لديهم، هذه هي طرق الذل التي استعملها النظام وتنظيم الدولة في سوريا.
ليس البشر فقط بل الخضار والفواكه لن تمر عبر معابر النظام وحواجز شبيحته وميليشياته إلا بدفع المال من التجار بعد تلقيهم العشرات من الألفاظ النابية منهم .
ينظر العالم إلى المدنيين المحاصرين في سوريا بلا أي اهتمام وإن كان هناك اهتمام سيكون بتقارير لا تغني عن شيء سوى بعض العبارات والتحليلات.
المركز الصحفي السوري