في الوقت الذي يشرد فيه الشعب السوري ويهجر وتسلب حضارته وتاريخه تعود ادارة اثار النظام وتشترك في الاجرام وسلب الهوية التاريخية والتنازل عن دورها الحضاري والانساني والعلمي لصالح النظام ومليشياته وادواته التي تعمل على تغير التركيبة السكانية والحضارية للمدن السورية فبعد التستر على القصف للمواقع الاثرية وسرقة المتاحف يتخذ الاجرام هذه المرة شكل جديد بالتستر على الحقائق التاريخية والعلمية والضحية مدينة تل رفعت الاثرية وهي تاريخيا مملكة (ارفاد ) الآرامية السورية اجل الارامية وتسمية ( ارفاد) هي تسمية تعود للحضارة السورية القديمة وليس لها اي علاقة بالغة الكردية اطلاقا كما تدعي مليشيات البيا دي
حيث ان تل رفعت ( ارفاد ) الآرامية كانت تسمى ارفاد عاصمة مملكة بيت اغوشي الآرامية التي ظهرت في بداية القرن التاسع قبل الميلاد وبعد ظهورها في مطلع القرن التاسع قبل الميلاد امتدت وانتشرت في مناطق واسعة بين مملكة ( بيت عدني ) الآرامية شرقا ومملكة (حماة ) و(لعش) في الجنوب والغرب وممالك شمال والسهل الكيليكي في الشمال بحيث شملت جميع المناطق الجبلية في الشمال في حلب وكانت ( ارفاد) الآرامية تل رفعت الحالية عاصمة لها
وقد عملت في مدينة تل رفعت الاثرية بعثة اثرية في عام 1964 مكونه من المدير العام بتلك الفترة سليم عادل عبد الحق وفيصل صيرفي والباحث المختص بالحضارة الارامية الدكتور علي ابو عساف واكتشف في الموقع سويات ارامية – اشورية – بابلية – الهلنستية – الرومانية
وقد اكتشف في منطقة السفيرة ( معاهدة ) آرامية منقوشة على حجر بازلتي وهي محفوضة في المتحف الوطني بدمشق ( ويعتبر نص هذه المعاهدة اقدم وثيقة تتضمن كتابة بالغة الارامية تعود الى القرن الثامن قبل الميلاد وتتضمن اسم ( برغايا ) ملك كيتاك و( مستغال ) ملك ارفاد الذي كان خصم الملك الاشوري ( تغلد بلاصر الثالث) والذي استطاع في نحو عام /٦٤٠/ق م
ان يقضي على مملكة (ارفاد ) بعد ان حاصرها اربعة اعوام وقد جاء في نص المعاهدة عبارات تتضمن الخطر الذي يهدد ( مستعال ) ومملكته فيما اذا نقض عهده
وحيث من المعروف تاريخيا الحملات الاشورية بتجاه الغرب لتاديب الممالك الارامية واخضاعها لقوة الامبراطورية الاشورية وهذه حقائق تاريخية تؤكد ارامية ارفاد واصلها الحضاري السوري
وهنا يتضح الدور الخطير والمتامر لمديرية اثار النظام والتي تصمت على هذا التزوير واصل التسمية الارامية وهي تمتلك الادلة العلمية والمادية الاثرية ونص المعاهد المحفوظ في المتحف الوطني الا انها اصرت الا ان تكون أداة اجرامية وشيطان اخرس متستر على تزيف التاريخ وشريك في التضليل الاعلامي وعدم اضهار الادلة التاريخية والعلمية والتقارير العلمية التي تؤكد آرامية التسمية والمدينة
وهذه التصرفات غير غريبة على ادارة اثار تسترت على سرقة المتاحف وقصف المواقع الاثرية وجندت ارباب السوابق والمشبوهين بحماية من النظام الفاسد المجرم الذي يحمى رموز فسادها ويتشارك معهم في سرقة وتدمير وتزوير تاريخ وحضارة سوريا
الآثاري عمرالبنيه