تقول وكالة الاستخبارات الجنائية للاتحاد الأوروبي إن أكثر من عشرة آلاف طفل اختفوا من دون ذويهم منذ وصولهم إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة، وربما أصبح كثير منهم ضحايا للاتجار بالبشر.
وفي العاصمة السويدية أستوكهولم تراهم في كل مكان هائمين على هامش المدينة كما هم على هامش المجتمع أيضا، وبعضهم يختبئ من أعين النظام يوميا.
لمدة أيام، والجزيرة تبذل محاولات لإجراء مقابلات مع مجموعة من اللاجئين هنا يعانون من الخوف والريبة. بعض الأسئلة أجيبت بعيداً عن الكاميرا، وأسئلة أخرى قوبلت بمزيج من الشك والريبة ثم العداء.
في الليل تحاول الشرطة حمايتهم، وفي النهار يتبعهم المختصون الاجتماعيون بهدف رعايتهم.
ويقول ميكائيل جيبسون مسؤول وحدة التوعية في مدينة أستوكهولم “أستطيع أن أتفهم أن بعضا منهم يحاول تجنبنا خاصة عندما لا يعرفون ماذا نريد منهم، لكننا نتتبعهم لتقديم الرعاية لهم وحمايتهم من البيئة الخطرة”.
تعمل إيلين على وجه التحديد مع أطفال الشوارع المغاربة في أستوكهولم، وتقول إن السويد جعلت من الصعب على الأطفال الحصول على حق اللجوء، وهذا يجعل خطر الوقوع في أيدي العصابات وتجار المخدرات أعلى من أي وقت مضى.
وشهدت السنة الماضية وصول الآلاف من القصر بدون ذويهم إلى السويد، بينما تتنامى المشاعر المناهضة للهجرة في المجتمع.
وزير الداخلية السويدي أنديرس إيجمان أشار إلى صعوبة إيجاد حل لمعضلة الأطفال اللاجئين، وقال “أعتقد بأنه من السهل للأطفال أن يهربوا سواء كانوا نظاميين أم لا”، مضيفا أنه “لا يمكننا وضعهم في السجن لأنهم أطفال، لأننا نراعي ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل ونحن نتحمل بعض المسؤولية أيضا، لذلك علينا أن نتعامل مع أطفال من بلاد وأعمار مختلفة وبطرق مختلفة”.
وقد اقترح البعض وضعهم في مرافق اعتقال مقفلة خارج أستوكهولم، كهذا المخيم خارج العاصمة، حيث وجدنا الشاب المغربي سفيان، الذي اعتقد بأن حياته ستتحسن عندما وصل إلى السويد قبل عامين، وها هو ما زال يقيم في مخيم للاجئين، وقال إنه هرب خوفا من الترحيل، وإن ارتكاب الجنح كان هو طريقه الوحيد لتغطية نفقاته. تلك الكلمات رددها العديد في شوارع أستوكهولم.